علي حسين
تقول الأنباء إن السعودية قدمت عددًا من المشاريع الاستثمارية في العراق، وكانت لمحافظة المثنى التي تعاني من ارتفاع نسبة الفقر حصة كبيرة فيها، إلا أن قوى سياسية زمجرت وغضبت واعتبرت هذه الاستثمارات محاولة من السعودية للاستيلاء على الاقتصاد العراقي..
تخيل جنابك أن بعض السياسيين يخافون على الاقتصاد العراقي في الوقت الذي مارسوا فيه نهبًا منظمًا لثروات العراق.. فيما أخبرنا آخرون أن الاستثمارات الإماراتية محاولة لابتلاع العراق، ولم يخبرنا المعترضون : من جعل من العراق بلدًا لا يستطيع دفع رواتب موظفيه؟.
في الجانب الأخر هناك خبر مثير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية يقول إن رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ظهر مجددًا وهو يتلقى تقريرًا عن النشاطات الثقافية الإيرانية في العراق.
لم تخل قضية الاستثمارات العربية من بعض الفكاهة ، فاقت بكثير فكاهات كتيبة من المحللين السياسيين من عينة نجاح محمد علي ، المنتفخين جهلا ضد كل من يحاول ان يجعل من العراق بلدا معافى اقتصاديا وتنمويا .
من هذه المضحكات المبكيات ان البعض يهلل ويصفق لحجم الصادرات الايرانية الى العراق ، ويبكي وينوح لان هناك من يريد ان يستثمر امواله في مشاريع زراعية وصناعية .
ياسادة، العراقي يحتاج إلى أن يكون ساذجًا تمامًا وربما فاقدًا للذاكرة لأقصى درجة ليصدق "الاسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن الأمن وحماية الاقتصاد العراقي ، فالناس تدرك جيدًا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة، ويدركون أن كثيرًا من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وأن البعض من الأحزاب السياسية ساهم في اختراق الأمن الوطني للعراق.
سبعة عشر عامًا والبعض لا يريد للعراق أن يتغير، الذي يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة أننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام وحواس سياسيينا متيقظة لمتابعة ما سيقوله بايدن عن إيران، ولكن، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق عن حواس ووجدان ساستنا الأفاضل.
المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة " الثورية " ضد هذه الاستثمارات او تلك ، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من"هلوسات"السياسيين، بعض القراء الاعزاء سيظنّون أنني لي حصة في استثمارات السعودية ، وعندي عدد من " الفلل" في الامارات ! ياسادة انا فقط اريد ان أسأل : منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي يُندّد بالخراب الذي يحيط بالمواطن العراقي ، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يدافع عن حق المواطن العراقي بالعيش برفاهية واستقرار .؟ .