TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حرام وحلال

العمود الثامن: حرام وحلال

نشر في: 22 نوفمبر, 2020: 09:27 م

 علي حسين

تقول الأنباء إن السعودية قدمت عددًا من المشاريع الاستثمارية في العراق، وكانت لمحافظة المثنى التي تعاني من ارتفاع نسبة الفقر حصة كبيرة فيها، إلا أن قوى سياسية زمجرت وغضبت واعتبرت هذه الاستثمارات محاولة من السعودية للاستيلاء على الاقتصاد العراقي..

تخيل جنابك أن بعض السياسيين يخافون على الاقتصاد العراقي في الوقت الذي مارسوا فيه نهبًا منظمًا لثروات العراق.. فيما أخبرنا آخرون أن الاستثمارات الإماراتية محاولة لابتلاع العراق، ولم يخبرنا المعترضون : من جعل من العراق بلدًا لا يستطيع دفع رواتب موظفيه؟. 

في الجانب الأخر هناك خبر مثير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية يقول إن رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ظهر مجددًا وهو يتلقى تقريرًا عن النشاطات الثقافية الإيرانية في العراق.

لم تخل قضية الاستثمارات العربية من بعض الفكاهة ، فاقت بكثير فكاهات كتيبة من المحللين السياسيين من عينة نجاح محمد علي ، المنتفخين جهلا ضد كل من يحاول ان يجعل من العراق بلدا معافى اقتصاديا وتنمويا .

من هذه المضحكات المبكيات ان البعض يهلل ويصفق لحجم الصادرات الايرانية الى العراق ، ويبكي وينوح لان هناك من يريد ان يستثمر امواله في مشاريع زراعية وصناعية .

ياسادة، العراقي يحتاج إلى أن يكون ساذجًا تمامًا وربما فاقدًا للذاكرة لأقصى درجة ليصدق "الاسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن الأمن وحماية الاقتصاد العراقي ، فالناس تدرك جيدًا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة، ويدركون أن كثيرًا من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وأن البعض من الأحزاب السياسية ساهم في اختراق الأمن الوطني للعراق.

سبعة عشر عامًا والبعض لا يريد للعراق أن يتغير، الذي يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة أننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام وحواس سياسيينا متيقظة لمتابعة ما سيقوله بايدن عن إيران، ولكن، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق عن حواس ووجدان ساستنا الأفاضل.

المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة " الثورية " ضد هذه الاستثمارات او تلك ، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من"هلوسات"السياسيين، بعض القراء الاعزاء سيظنّون أنني لي حصة في استثمارات السعودية ، وعندي عدد من " الفلل" في الامارات ! ياسادة انا فقط اريد ان أسأل : منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي يُندّد بالخراب الذي يحيط بالمواطن العراقي ، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يدافع عن حق المواطن العراقي بالعيش برفاهية واستقرار .؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram