TOP

جريدة المدى > عام > إعادة إصدار كتاب ( على خطى مخاوفنا ) لجورج دوبي : الفقر هو القدر المشترك بين العصور

إعادة إصدار كتاب ( على خطى مخاوفنا ) لجورج دوبي : الفقر هو القدر المشترك بين العصور

نشر في: 23 نوفمبر, 2020: 06:13 م

ترجمة : عدوية الهلالي

( مخاوف الأمس ، مخاوف اليوم ) هو مضمون كتاب ( على خطى مخاوفنا ) لجورج دوبي الذي تم إعادة إصداره في زمن وباء كورونا ،

ويضم الكتاب سلسلة من المقابلات التي أجراها عالم القرون الوسطى جورج دوبي في عام 1994 ،ويتحدث عن موضوع مخاوف العصور الوسطى ، مردداً بأنها لاتزال موجودة في مجتمعاتنا المعاصرة ومنها الخوف من البؤس ، من الآخرين ، من العنف ومن الآخرة ،إذ يبدو أن هنالك تشابهاً بين مخاوف عام 1000 وتوقعات عام 2000- وفقاً لجورج دوبي – الذي يرى بأن أوجه التشابه بين عصرنا وعصر عام 1000في القرن الثاني عشر تفوق الاختلافات ، فكما في القرنين الماضيين ، كانت هذه فترة من النمو القوي ، والتقدم المادي الرائع، مع زيادة خمسة أو ستة أضعاف في الإنتاج الزراعي وزيادة ثلاثة أضعاف في عدد السكان ..

كان العالم يتغير بسرعة كما كان التغيير في العقليات سريعاً أيضاً ..من ناحية أخرى ، كان هنالك احترام للقادة ، وكان للكنيسة قوة أكثر وضوحاً ، لأن الدولة كما نفهمها اليوم لم تكن موجودة ، وكان للقادة الحق في الأمر وإقامة العدل والحماية واستغلال الناس ، إذ كان القادة هم أولئك الذين يحملون سيف العدل في أيديهم ، ويشعرون بأنهم ممثلو الله والمسؤولون عن الحفاظ على النظام الذي ينوي الله فرضه في الارض ..

وبالطبع ، كان الحرمان المادي مشابهاً للحرمان الذي يعاني منه أفقر الناس اليوم ، ومن هنا نشأت العقيدة الألفية وحالة الضعف الشديد تجاه قوى الطبيعة ، ومع ذلك ، إذا كانت هنالك مخاوف من نهاية العالم ، كما هو الحال اليوم بالنسبة لبعض دعاة حماية البيئة ، فأن فكرة أن اقتراب عام 1000 كان سيثير نوعاً من الذعر الجماعي هي أسطورة رومانسية تماماً ، لأنه في الواقع ، كانت حالة العوز للسكان في ذلك الوقت ،والفقر هو القدر المشترك، لدرجة أننا صرنا نفهم المخاوف التي يمكن أن يثيرها البؤس ، وهذا ماجعل التعاون المتبادل والحياة الاجتماعية يساعدان على التغلب بشكل أفضل على الظروف المعيشية الصعبة والمجاعات..ويعود أصل الخوف من الآخر الى الخوف من الغزوات التي يذكرنا بها جورج دوبي ، إذ شكلت صدمة للسكان الذين احتفظوا بمخاوف دائمة ، لكن هذه المخاوف ، كما يوضح لنا ، تذهب الى أبعد من ذلك ، وقد كانت موجودة أيضاً في فرنسا ، فيما يتعلق باولئك الذين لاينتمون الى المجتمع المسيحي ويقابلهم الآخرون بعدم التسامح والعداء ، تلك المخاوف التي أدت في كثير من الأحيان الى الانتهاكات والقمع والقتل ، والتي استمرت حتى القرن العشرين – على سبيل المثال – مع اليهود ، والتي ظهرت بداياتها في القرن الثالث عشر ثم في المحرقة..

كانت هنالك دائماً محاولة للبحث عن كبش فداء ( اليهود ، البرص، معاداة الآخر وعدم الثقة بالاجنبي ) أو عن عقاب الخطيئة أثناء الاوبئة ، بما في ذلك على وجه الخصوص ، الطاعون الأسود الذي اجتاح أوروبا خلال صيف عام 1348 ، ولكن أيضاً مرض الجذام ، وهو انعكاس لتعفن أرواح اولئك المتهمين بالانحراف الجنسي ، الذين يتم عزلهم أو حبسهم..

أخيراً ، يأسف جورج دوبي لأن الاحتفالات المرتبطة بالموت لم تعد على الاطلاق قابلة للمقارنة مع ماكانت عليه في ذلك الوقت ، لأن فقدان الشعور الديني جعل من الموت اختباراً مرعباً وانزلاقاً مجهولاً الى الظلام والظلمة ، لذا فقد تغيرت طبيعة الخوف من عذاب الآخرة وعذاب الجحيم الى عجز عن فهم مصيرالبشر ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram