TOP

جريدة المدى > عام > انقذوا ما تبقى...

انقذوا ما تبقى...

نشر في: 24 نوفمبر, 2020: 06:55 م

ميثم الخزرجي

كنت وما زلت اقتفي أثر المواد الفنية والأدبية التي سقطت من نافذة الزمن المغبرّ وادخرها في مكتبتي الخاصة إيماناً مني بذخيرتها المعرفية وجماليتها ناهيك عن الانزياح الزمني الجميل الذي تعطيه،

احتفظ بتلك المواد من صورة الى قصاصة بسيطة سقطت سهواً أو قصداً من براثن الحياة المضمخة بمراحل الفقد ومرارة الأيام النازفة ، وعن كمِّ اللقاءات والنصوص الأدبية المنتقاة من هنا وهناك علّها تعطي مساحة كافية لإثراء الفكر وازعم أني قد احطت بالقليل النادر منها ، لكني وأنا ابن المشهد الثقافي واسير حيث منهجية معينة في كتابة النص القصصي أحاول أن انقّب عن الأجيال الذي سبقتنا تبعاً لمعرفة أنساقها الثقافية من تضاريس المكان ، نوعية الكتاب الذي احتواهم وقتئذ , الظروف السياسية والمجتمعية التي ساهمت في تشكيل نصهم الأدبي وتتويج شخصيتهم الثقافية ، وهذا الهاجس الغريب ظل ملازماً لي لحد هذه اللحظة بل ازداد بازدياد حالة التردي والأهمال الذي يعيشه الأديب والفنان العراقي على وجه الخصوص, همت في هذا العالم كثيراً وكنت أزدان فرحاً عندما أعثر على ما يشبع غايتي ساعياً بأن ابذل جهداً أكبر لهذا المشروع علّه يرمم مدى العوز والقحط الذي أكل مبنى الإذاعة والتليفزيون والمكتبات العامة من خلال عمليات السلب والنهب .منذ نشأتي الأولى توجهت بوصلتي نحو مشاريع أدبية فنية ضخمة ساهمت بتغيير مسار الفعل الثقافي في العراق وظل الهم الأكبر أن أعرف معناهم من خلال أرشفتهم إذاعياً أو تلفزيونياً لكني وعلى الرغم من كل المحاولات الجادة كنت أشعر باليأس من عدم الحصول على أية دالة توثقهم تحت ذريعة فقدان الأرشيف ، أقولها بتجرد وتودد أين هويتنا الثقافية ؟ طبعا هنا لا أقصد الأرض الخصبة التي انبتت الثمر الناضج المتفرد لكني أسأل عن ملامح وارتسامات ذلك الثمر، أين حل به المطاف ؟ ، ألا يكفي الكم الشاهق الذي أكلته براثن الحروب وغمامة التمر التي عصفت بالبلاد والعباد ، أرجوكم تفقدوا محرك البحث بعناية الباحث عن التفرد هل ستجدون لقاءً مثمراً عن تجربة الشاعر حسب الشيخ جعفر، أو عن الفنان الموسيقي الشامل سالم حسين ،أو المخرج المسرحي الراحل عوني كرومي اأو للقاصين الراحلين موسى كريدي أو محمود جندراي رحمهما الله ..... الخ ، هل هناك من اهتم بطباعة نتاجهم المنسي ، طيب الى متى تبقى الماكنة الإعلامية العراقية خجولة وجلة تحتاج الى إدارة مهنية واعية تسير حيث مسرى الضوء ، وأقولها بوعي تام وبدراية محكمة هناك اسماء صدّرت إلينا عربياً من خلال الضخ والترويج الإعلامي ليس إلا ، أخيراً ، يامن تسيدتم المشهدين الجمالي والثقافي تذكروا إبداع أصدقائكم وزملائكم وانقذوا ما تبقى...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram