اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: سيرة بندقية أم سيرة رجل

كلاكيت: سيرة بندقية أم سيرة رجل

نشر في: 25 نوفمبر, 2020: 06:46 م

 علاء المفرجي

مرة أخرى نعود الى السيرة الذاتية في الأفلام من خلال الفيلم الروسي (كلاشينكوف) الصادر هذا العام، والمقالة النقدية في هذه الصفحة تفي الفيلم حقه النقدي؛ ولكننا نشير هنا الى أن الفيلم لم ينتمِ في أفضل أحواله الى التقاليد الروسية في صناعة الفيلم،

وخاصة فيلم الحرب الذي أبدعت هذه السينما في إنتاجه وتحديداً منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية وحتى الآن، ولنا أن نشير إلى فيلم السيرة أيضاً (المعركة من أجل سيفاستوبول( هو فيلم حربي يروي السيرة الذاتية للقناصة السوفيتية الشهيرة لودميلا بافيلتشينكو التي انضمت إلى الجيش الأحمر خلال الاجتياح الألماني للاتحاد السوفيتي لتصبح واحدة من أكثر القناصين فتكًا في الحرب برصيد 609 قتلى، ,ونالت عن الممثلة الروسية يوليا بيريسيلد التي جسدت دور بافيلتشينكو وحازت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي.

ورغم أن الفيلمين يصبان في نهج دعائي واحد، إلا أنهما يختلفان في القيمة الفنية، ففي فيلم كلاشينكوف، نرى صناع الفيلم كأنهم في عجلة من أمرهم ليصلوا الفيلم بالاحتفالات في روسيا بالذكرى السبعين على إنتاج السلاح ودخوله الخدمة في القوات الروسية.

لذلك كان فقيراً من الناحية الفنية وضعف واضح في السيناريو الذي لم يعتمد الحقائق التاريخية، أن في سيرة كلاشينكوف الرجل، أو المراحل التي مرّ بها تصميم كلاشينكوف البندقية. وهذا مبرر ، باعتبار أن الفيلم دعائي وأنتج من قبل وزارة الصناعة والتجارة، ومجموعة شركات "كلاشنيكوف" لإنتاج الأسلحة النارية، ومؤسسات حكومية أخرى.

وهذا عكس فيلم ((المعركة من أجل سيفاستوبول ( المنتج عام 2015) وهو فيلم حربي أعادنا الى تفاصيل الحروب في السينما الروسية وهي التي طبعت الإنتاج السينمائي الروسي في عقود كثيرة من تاريخ السينما الروسية.. فضلاً عن توافره على عناصر فنية جيدة، بدليل الجوائز التي حصل عليها.

نعود الى فيلم (كلاشينكوف) فالفيلم من أفلام السيرة، لكنه لم يكن صريحاً مع المشاهد في قضية، سيرة من؟ سيرة الرجل أم البندقية، هو أراد أن يقدم الاثنان فكان الفشل حليفه.. فلا عرفنا تفاصيل تطور تصاميم واختراع هذا السلاح إلا بمشاهد لن تسمن أو تغني عن جوع، ولا نحن كنا أمام سيرة هذا الرجل العبقري الذي مازال اسمه متداولاً، كبندقية في أفواه الثوار والمدافعين عن قيمهم الإنسانية، مثلما هو متداول عند الارهابيين وسفّاكو دماء الشعوب.

فلم يغص في تفاصيل سيرة الجندي كلاشينكوف أو خلفيات تنامي موهبته وهو رجل لم يكمل تعليمه، حيث إنه كان أول مَن اخترع جهازاً لقياس الدبابات ، والذي جذب انتباه القادة العسكريين له الذين وأوصوا بإنتاجه. لكن صانعي الفيلم تناسوا هذا الأمر ، حيث قدموا الرجل كمبتدئ و غير موثوق به لرفاقه الأكبر سنًا. ومع ذلك ، سرعان ما يتلقى الدعم الكامل من السلطات العسكرية الكازاخستانية ويذهب مع مدفعه الرشاش إلى موسكو لتقديمه في مسابقة مديرية المدفعية الرئيسة للجيش الأحمر. وعلى الرغم من أنه ليس محظوظًا على الفور (بندقية كلاشينكوف الهجومية ، كما هو معروف للعالم بأسره ، سيتم تصميمها وتشغيلها في عام 1947 فقط) ، إلا أن الفيلم يدور دون عوائق على طول المسار المستقيم لسيرة ذاتية قياسية ، دون الخوض في أي شيء يمكن بطريقة ما جذب المشاهد. حتى الأشخاص الذين كانوا في نفس القاعة ببساطة لم يتمكنوا من احتواء دهشتهم عندما رأوا أن ابن عامل شاق عادي قد صنع مثل هذه التحفة الفنية و ابتكر هذا السلاح منذ فترة طويلة ، لكنه أخفاها باستمرار وأخفاها عن أعين المتطفلين!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram