TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكيم يُقلِب الطاولة

حكيم يُقلِب الطاولة

نشر في: 12 نوفمبر, 2012: 08:00 م

وعد وصدق ، فقد أثبت للعالم كله انه على قدر كلمته ووعده  للجمهور العراقي الوفي فهذا هو حكيم شاكر يوم وقف وتحدث بأعلى صوته أمام الملأ رداً على ما قاله مدرب منتخب شباب اليابان بأنه ذاهب مع فريقه الى نزهة أمام منتخب شباب العراق وانه حاول تجنب الوقوف امام منتخب كوريا الجنوبية كون العراق اسهل ليقول شاكر كلمته بملء فمـه: اننا سنجعل تلك النزهة جحيماً على هذا المدرب وسنذيقه مرّ الهزيمة وسنقصيه من تكملة المشوار والذهاب الى اسطنبول، وفعل فعلته يوم انبرى ليوث الرافدين بكل ثقة وعزيمة واصرار وتحدٍ ليعطبوا الكومبيوتر الياباني بفايروس عراقي أصيل غير مغشوش وبأقدام عراقية أصيلة تربَّت على ارض الرافدين وشربت مياه دجلة والفرات وعانت ما عاناه العراقيون وتغنت بحب العراق ، فالليوث خليط متجانس من كل بقاع العراق من زاخو الى الفاو استطاعوا ان يخطوا أجمل لوحة فنية ويطرزوا عليها اسم العراق من خلال الأداء الجميل الذي قدموه في أجمل ليالي تشرين الثاني التي حملت لنا معها بشائر الخير بعد أن هطلت الامطار على عراقنا الحبيب مبشرة بالخير لربوع وطننا الحبيب.
هكذا كان الحكيم حكيماً بكلامه وقوته وجبروت لاعبيه الذين سحبوا البساط من تحت اقدام الساموراي الياباني بكل جدارة وثقة مفرطة فلم يكن كلامه ضرباً من ضروب الخيال كما ادعى البعض من المشككين به ، بل كان حقيقة وواقع حال فرض نفسه ليقف حائلاً أمام تطلعات اليابانيين الذين تصوروا أن في كل مرة تسلم الجرة ليعيدوا الكرّة ثالثة كما فعلوها بالأمس أمام المنتخب الوطني ومنتخب الناشئين ، فحكيما تهيأ لهم مع فتيانه بكل ما أُوتي من قوة واندفاع ليجعل منهم درسا بليغا لكل من حاول النيل من العراق وانني كنت على ثقة عالية ، بل ومفرطة بان ليوث الرافدين سيقولون كلمتهم ويسحقون المنتخب الياباني ليجعلوا مدربه يُعيد حساباته ويراجع نفسه كثيراً خصوصاً بعد ان كان بوده التنزه أمام العراق العصي عليه وعلى أمثاله.
بالأمس كتبت مقالاً بعنوان دعوا حكيماً لحكمته وانا اعرف بأن حكيماً سيكون على قدر عالٍ من المسؤولية تجاه الواجب الوطني المكلف به فما ان تعرض فريقه لانتكاسة في بطولة العرب للشباب التي اُقيمت في العاصمة الاردنية عمّان حتى نال من سهام الانتقاد ما لم ينله مدرب قبله متناسين من انتقدوه انه قبل 24 ساعة كان قد حقق المركز الاول في المجموعة الاولى في تصفيات بطولة آسيا دون سن 22 عاما التي اُقيمت في العاصمة العُمانية مسقط وبجدارة لكن الظروف الطارئة التي تعرض لها فريقه من خلال الاصابات واعمار اللاعبين الذين عـدَّ قسم كبير منهم بالكبار هي مَن أودت بالفريق الى تلك الاخفاقة ليعاود حكيما نشاطه مجدداً في ظل ظروف صعبة للغاية ويتمكن بظرف زمني قصير جداً لترتيب اوراقه ثانية من خلال إعداد المنتخب الشبابي في ملعب الشعب ببغداد اعداداً فقيراً لا يرتقي الى اعداد اضعف منتخبات العالم من خلال عدم اكتمال عدد اللاعبين بسبب انشغالهم مع فرقهم المحلية التي لم تفرغم للالتحاق مع المنتخب الشبابي في معسكره ليقود الفريق ويسافر به الى دولة الامارات لإقامة معسكر بسيط قبل بــدء البطولة.
ألا يستاهل حكيم كلمات الإطراء بحقه كونه حقق انجازاً غير مسبوق بظرف زمني قياسي وظروف قاسية لم يكن لها مثيل؟ فهذا هو العراقي دائما متحدياً ودائما غيوراً ودائما صاحب نخوة وغيرة معروفة ،وإني سأراهن على ان حكيماً سيعيد سيناريو 2000 عندما خطف عدنان حمد وتشكيلته التي لا يمكن ان تبرح ذاكرتنا كأس آسيا بهدف عماد محمد الذهبي في مرمى اليابان!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟

عندما يجفُّ دجلة!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

 علي حسين أثار المقال الذي نشرته أمس في هذا المكان بعنوان " لمذا خسرت القوى المدنية " انزعاج البعض ، وشتائم البعض الآخر وسخرية مَّن يعتقد أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية ، وأن...
علي حسين

باليت المدى: الأخوات العشر

 ستار كاووش ثلاث ساعات بالقطار كانت كافية للوصول من شمال هولندا الى مدينة كولن الألمانية. هي ثلاث ساعات فقط، لكنها كانت كفيلة أيضاً بنقلي من عالم الى آخر. ترجلتُ عند محطة كولن وسحبتُ...
ستار كاووش

حوار نووي ساخن: هل تهدد موسكو وواشنطن بعضهما الآخر بالأسلحة الفتاكة؟

د. فالح الحمـــــراني منذ أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 تشرين الأول بيانًا يأمر فيه البنتاغون ببدء تجارب الأسلحة النووية "على قدم المساواة". وموضوعة الأسلحة النووية باتت الشغل الشاغل ليس لوسائل الإعلام...
د. فالح الحمراني

الفوز اللافت لزهران ممداني: "مقاربة عراقية"

د. أحمد عبد الرزاق شكارة الفوز اللافت لزهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك يجعلنا نفكر في الدلالات والتداعيات لمثل هذا الزلزال ليس فقط على الصعيد الأمريكي وإنما في العراق ذاته في مقاربة (مع الفارق...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram