اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الملـف السياسي العـراقـي وجـرعـات الثقافـة

الملـف السياسي العـراقـي وجـرعـات الثقافـة

نشر في: 16 مايو, 2010: 06:55 م

علي حسن الفوازيبدو ان الملف السياسي العراقي يحتاج الى جرعة ثقافية عالية، او ربما يحتاج الى نوع الاشعاع الثقافي(بمعناه العلاجي) لانقاذه من اورامه الغريبة، ومن اعراض الكثير من الامراض التي تغلغلت تحت جلود البعض من السياسيين الذين ظلوا يتوهمون دائما بامراض التاريخ السياسي للدولة العراقية القديمة،
 هذا التاريخ الذي ظل في الكثير من وجوهه تاريخ مهيمنات وتاريخا حافلا بالانقلابات والعسكر والإيديولوجيات، وألاّ تاريخ للدولة المدنية فيه، فضلا عن القناعة والتبشير بعدم القدرة على حيازة شروطها واسبابها، تحت وهم ان الشخصية العراقية لا تصلح لهذا الدور، او ان بيئة الجماعات العراقية هي بيئة احتراب دائم الى اخره من الاوهام المرضية وهذيانات اصحابها..وان اية محاولة لتغيير هذا الواقع سيواجه  بالقوة والتهديد بالعنف، وبقوة المعسكر الذي تحول طوال عقود الى تاريخ افتراضي للامة، وللنمط وللايديولوجيا النقية، مثلما تحول الى تاريخ اشكالي، له مركباته وعقده الاخلاقية والثقافية، وله متحفه الذي يمارس الموتى عبره سلطة الهيمنة والتوجيه والتهديد، خاصة وان الجمهور العراقي قد ورث من هذا التاريخ القهري امراضا نفسية وسلوكية وحتى فقهية تحولت الى نوع الفوبيا التي مازال (ذاك البعض) يستعيدها لاخافة هذا الجمهور من خطيئة البرابرة الذين يساكنون الجدار والسرير والكتاب والاحلام، والذي لايمكن ان يكونوا جزءا من الحل  على طريقة كافافيس!هذا الملف السياسي الغامض بالكثير الاجندات والعلاقات والوصايا يضعنا امام استفسارات واسئلة، مثلما يضعنا امام لعبة البحث عن شروط قياسية ووصفات علاجيبة للاطمئنان الكامل عبر اعادة انتاج ادوار السياسي الموظف والسياسي المهني والسياسي الحزبي باتجاه  انقاذنا من محنة العلل الوطنية والقومية ومن متاهة انتظار الحلول، وباتجاه حضاري وانساني يمكن ان يسهم في ترميم تاريخ طويل من الخرابات التي تركها المحاربون القدامى والاستبداديون القدامى، والذين يعملون الآن على انتاج بعض وجوهه من خلال مظاهر اخرى للاستبداد والحرب.. جرعة الثقافة بمعناها الانساني قد تبدو غريبة على جسد اعتاد ان يكتم امراضه الكثيرة، وان يرفض شيخوخته وعللها، واحسب ان هذه الجرعة تبدو خارج السياق الذي اعتاده هذا الجسد في اللجوء الى مايشبه الطب الشعبي واحيانا طب العرافات واحيانا قراءة كتب(الباه وعودة الشيخ الى صباه)لانقاذ علله الجسدية الوطنية والبرامجية، والسيطرة على اعراضها خشية تتحول الى امراض مزمنة والى انماط علاجية معقدة وبالغة الثمن والاثر لم يعد هذا الجسد بتوصيفه الشعبي قادرا على تحمل اثارها المباشرة ولا حتى اعراضها الجانبية..جرعة الثقافة هنا هي دافع لايجاد الاستعدادات لتقبل واقع جسداني جديد، يماثل ماهو تاريخي، والدعوة الى ان يكون قادرا على  تقبل معطياته بعيدا عن الاحساس بالخواء وبعيدا عن انتاج عوامل قهرية طاردة ترفض الاقرار بوجود العلة،  والتي ستتحول بالضرورة الى عقد والى اشكال مرضية ستضر الجميع، وربما ستسهم في ايجاد اعراض اخرى للامراض السياسية والاقتصادية والامنية..السؤال يكمن في الكيفية التي يمكن من خلالها توصيل العلاج الثقافي الى الجسد السياسي العليل، والى اعطاء مريدي هذا الجسد حلولا لاتدخل في باب المعالجات الصوفية والسحرية، او اعطاء التعاويذ والرقى، بقدر ماتدخل في اطار المقاربات الواقعية والمعاينات السريرية التي تؤكد ظاهرة العلة، وتؤكد الحاجة الى علاج سريع ومركز لتفادي الاصابة بالغيبوبة السياسية.. فهل يعقل ان يمارس اصحاب الجسد السياسي طرقهم الغرائبية في البحث عن علاجات بالانابة، والاستعانة باصحاب الطرق واصحاب التكايا وممن خارج الاختصاص العلاجي للبحث عن عشبة كلكامش التي يبدو انها باتت خارج متن الفنطازيا الوطنية كما يتخيل هؤلاء الاصحاب؟ وهل يعقل ان يظل البعض لايثق بالبعض الاخر، ويضع كل الحجر امام هذا البعض لكي لايمنحه الفرصة الكاملة والكافية لاكمال المشوار وللعبور الى الضفة الثانية وحيازة مايمكن ان يسهم في تشكيل ملامح قارة للمشهد السياسي الجديد الذي يحتاج الى ثقة الناس به قبل ثقة السياسيين انفسهم؟  وهل يعقل ان يرحل البعض من اصحاب الجسد السياسي الى مدن الهامش للايهام بصناعة متن وطني، والتهديد بقوة واهمة باشاعة الموت وامراض الارهاب مقابل السيطرة على صناعة هذا المتن؟اظنها اسئلة غريبة حقا، وغرابتها هي التي تجعلها بحاجة الى جرعة دوائية واخلاقية ومعرفية من الثقافة، بكل ماتعنيه الثقافة من افكار وبرامج ووجهات نظر وحراك مادي ومعنوي، وبما تمثله من منظومات واجتهادات ورؤى ومشاريع وخدمات وصناعة متميزة للرأي العام..لذا لانملك الاّ ان ندعو الجميع لتقبل هذا الدور العلاجي، وتقبل الواقع الجديد الذي تحكمه مجموعة من التحولات التي تحولت الى تاريخ جديد ينبغي احترام تشكلاته، خاصة وان البعض مازال يفكر بعقلية ماضوية مأزومة بعقد الدولة القديمة وعقد مهيمناتها القديمة التي تركت لنا وطنا مذبوحا وشعبا ملاحقا بحروب مثيولوجية واعداء لاحدّ  لهم، ومديونيات كونية وسياسات شوهاء ومعسكرات تكفي لصناعة حرب عالمية رابعة.. وطبعا فان هذا النمط من التف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram