TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: احتواء تداعيات الرياضة

كلمة صدق: احتواء تداعيات الرياضة

نشر في: 2 ديسمبر, 2020: 09:13 م

 محمد حمدي

يمرّ الوسط الرياضي العراقي بأسوأ فتراته المُظلمة طول تاريخه الموغِل في القِدَم على الاطلاق، ويعكس المشهد وجهاً بشعاً لحالة التردّي والنزول الى القاع حدّ التمزّق وإنهاء الذكريات الجميلة التي نحملها عن منجز أو مباراة أو بطولة تغنّت بها الجماهير.

اللجنة الأولمبية منقسِمة ومتقاطِعة حدّ تكسير العظام وإنهاء طريق العودة بالتدويل والمحاكم والمؤامرات والمهاترات، واتحادات أضحتْ بالاسم فقط، ولا تعلم من هو الشرعي فيها بعد أن ولدت مستنّسخة شرعية وهجينة، ولا نعرف من منها الأصل!

أندية على حواف الإفلاس والاندثار والاستجداء في العَلن بعد أن غابت الحِكمة عن إداراتها واحترفتْ الشكوى والتعكّز على من يُسندها لتسيير أحوال يومها، ومحاكِم مُنشغِلة بدعاوى هائِلة شخصية ورسمية وأخرى تتعلّق بالنزاهة وملفّات الفساد.

مؤسّسات تركت الحبل على الغارِب مع إنها تدّعي المسؤولية، فضلاً عن لجنة رياضة وشباب برلمانية تعيش اللحظة وحُب الظهور الإعلامي والادّعاء بما ليس لديها أو لدى رئيسها الذي لم يستوعب أنه على رأس لجنة برلمانية حتى الساعة فراحوا يبحثون عن مؤتمرات وندوات شكلية صورية لا طائل منها ولا مُخرجات تُسرّع إصدار القوانين التي تعطّلت وتحبوا في البرلمان كما السلحفاة في دائرة مُفرَغَة!

صراعات تناسلت وتوسّعت وامتدّت لتشمل الإعلام الرياضي الذي انقسم هو الآخر ويبحثُ كلِّ طرفٍ فيه لارتداء ثوب محامي الشيطان والمنظّر الأوّل وصاحب الحلّ والعَقد، وهو منه بُراء ولا دور له سوى إذكاء الوقود واستمرار شُعلة الصراعات في عزّ أوارها!

هذه الصورة السوداوية البائِسة ستصل بنا الى نتائج كارثية بالتأكيد وتنهي آخر فسحة أمل لرياضي عراقي مع الاستمرار ومواصلة التعلّق بهوايته ومن يعوّل عليها منافساً ومشاركاً بعد أن تختم الأولمبية الدولية بالشمع الأحمر على سجل الشَرَف في تواجدنا بميدان المتنافسين.

اعتقد جازماً.. أن ما وصلنا اليه لن تنفع معهُ تدخّلات العُقلاء والساعون بأنفاس طيّبة لحلحلة المشاكل واحتوائها، بل العكس هو الصحيح تماماً بعد أن ظهرت الميول والتخنّدقات على حقيقتها واضحة جليّة، وصارت الشكوك تساور المتخاصمين بأن ليس هناك في الساحة اليوم من يقف على مسافة واحدة من الجميع وبصورة خاصة ممّن يعمل في المؤسسات الرياضية!

الحل ببساطة واستحقاق يجب أن يظهر من حقيبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصياً، ويتولّى ملف إدارة الأزمة الكبيرة قبل أن تتّسع وتصل الى نقطة اللا عودة، وأن يمارس حقّه باسم الشعب بالضغوط والاحتواء، وجميع وسائل القوّة التي يمتلكها مُعزّزة بالسلطات الأخرى لرئاسة البرلمان والجمهورية وأي طرف له قوّة، وينال احترام وسُمعة كبيرة في التأثير، فعصر المهازل والتردّي يجب أن ينتهي بعالم الرياضة أوّلاً وإن تحقّق ذلك يقيناً ستكون مردوداته كبيرة ومُهمّة على جميع مؤسسات الدولة.

المشاكل كثيرة جداً وأخطر مِنْ أن نتركها على أنها شأن رياضي للمعنيين بها، فقد أثبتت القرائن والأحداث العكس، وإن أبطال الأمس في ساحات التنافس هُم فُرقاء اليوم.. وبعُنف! مع كل ذلك فإن خارطة طريق جديدة بقوانين مكتملة للأندية والاتحادات وتعزيز ما تنفّذ منها أو لم يُكتمل بَعدْ في قانون وزارة الشباب والأولمبية سيكون إضافة مهمّة ربّما يتم بحثها بجلسة طارئة للبرلمان قريباً، وقد وصل صوتنا إليهم ووعدونا خيراً في القريب العاجل بأن تُعقَد جلسة خاصّة لبحث تداعيات ملف الرياضة وعدم قُدرة المؤسسات على الاحتواء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram