TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > المرصد الاقتصادي :بعد غياب قسري.. صناعة العسل تعاود الظهور في واسط

المرصد الاقتصادي :بعد غياب قسري.. صناعة العسل تعاود الظهور في واسط

نشر في: 17 مايو, 2010: 04:30 م

متابعة المدى الاقتصاديتراجعت صناعة العسل خلال السنين القليلة الماضية بشكل لافت للنظر ما جعل الأسواق تعج بالمستورد ذي الأسعار المنخفضة في وقت كانت المناحل المحلية مصدر جذب للأسواق العربية والأجنبية الأخرى.ومازالت صناعة العسل دون مستوى الطموح والسبب هو غياب الدعم الحكومي،
هذا ما قاله أحد أصحاب مناحل العسل في محافظة واسط، الذي يعتقد أن حاجة العراقيين كبيرة للعسل بصفته دواء أكثر من كونه غذاء، بينما يرى مسؤولون زراعيون أن مشاريع إنتاج العسل حظيت بدعم حكومي بلغ نحو 50 % الامر الذي جعل صناعته تعاود الظهور مجددا في المحافظة. ويقول حيدر الفيصل بحسب وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "الدعم الحكومي لمشاريع إنتاج العسل مازال دون الطموح ولا يشكل شيئا أمام حاجة النحالين الكبيرة".مضيفا أن "الخطر الذي بات يهدد هذه الصناعة هو انقراض السلالات الأصلية التي كانت تجلب سابقا من خارج البلاد ومن أشهرها السلالات السورية والايطالية والمصرية المعروفة بوفرة الإنتاج". ويرى فيصل أن "إنتاج الخلية الواحدة تراجع في الفترة الأخيرة للكثير من الأسباب ووصل نحو خمسة كيلو غرامات في المناحل القريبة من مدينة الكوت في وقت وصل انتاج الخلية الواحدة في المناحل القريبة من البساتين أضعاف هذه الكمية مرات عدة للخلية الواحدة نتيجة لوفرة الغذاء". وقال إن "أفضل أنوع العسل هو عسل اليوكالبتوس وعسل البرسيم والحمضيات اذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه أكثر من خمسين ألف دينار في حين أن أسعار العسل الأخرى لا تتعدى 25 ألف دينار للكيلو غرام الواحد". وأوضح: أن وجود الأزهار مثل تلك التي تظهر في أشجار اليوكالبتوس أو البرسيم أو الجت وحتى الأزهار في أشجار الفاكهة تعد غذاء جيدا للنحل وبالتالي يكون إنتاجه من العسل نقيا ووفيرا". ومن جانبه يرى رياض ناهي أن "نقاوة العسل تعتمد على ثقة النحال نفسه، فبإمكانه طرح إنتاجه خالصا من العسل ويكون هذا النوع مفيدا للكثير من الأمراض ويباع بأسعار عالية، بينما هناك نوع آخر من العسل غير النقي وهو الذي يخلط معه السكر على سبيل المثال ويباع بسعر أقل". وذكر ناهي  أن صناعة العسل في العراق أصبحت في السنوات الأخيرة غير مجدية نتيجة لتكاليف المستلزمات التي يحتاجها النحال وعدم تجهيز النحالين بها بشكل مستمر. وقال: إن "ما نقوم به في الوقت الحاضر لا يعدو أكثر من كونه "هواية نمارسها" وقد يشجعنا بعض الأصدقاء على الاستمرار بها لأنهم يطلبون العسل للتداوي"، معتبرا أن "العسل العراقي نقي وخالص أكثر من العسل الأجنبي وهو يعتمد بالأساس على مصداقية النحال نفسه". يذكر أن أهم خواص العسل أنه وسط غير صالح لنمو البكتيريات الجرثومية و الفطريات، لذلك فهو قاتل للجراثيم ويمكن استعماله في علاج الكثير من الأمراض كأمراض الدورة الدموية، و زيادة التوتر والنزيف المعوي، وقروح المعدة، و بعض الأمراض المعدية في الأطفال، إضافة إلى أنه علاج ناجح للتسمم بأنواعه كما يساعد في علاج فقر الدم وشفاء الجروح، وفي علاج جهاز التنفس وعلاج أمراض القلب وأمراض المعدة والأمعاء و أمراض الجهاز العصبي وكذلك أمراض العين ويفيد العسل في الكثير من الأمراض النسائية كما أنه غـذاء مثالي للكبار وغذاء مفيد للأطفال. من جانبه قال مدير الزراعة في واسط إن دائرته منحت في العام 2009 نحو 184 رخصة لإنشاء مناحل للعسل الطبيعي وبنسبة دعم بلغت 50% لأصحاب تلك المناحل. وقال  فائز جواد محمد إن دائرته "منحت خلال العام الماضي 184 رخصة لإنشاء مناحل للعسل من قبل الفلاحين والمزارعين وتزويدهم بمستلزمات تلك المناحل بنسبة دعم 50 %". وأوضح: أن "كل مزارع لديه 30 خلية نحل فأكثر يتم منحه رخصة رسمية لإنشاء منحل للعسل تكون نافذة مدة عام واحد إضافة الى تزويده بالمستلزمات المطلوبة لتلك المناحل". وأضاف: إن "هؤلاء النحالين زودوا بأساسيات شمعية ومضادات حيوية ومنشطات، إضافة الى الخلايا والطرود الخاصة بها (الصناديق) مع بدلة وقناع لكل صاحب مشروع لتكثير النحل الى جانب المستلزمات الأخرى".مشيرا الى ان "هذه المستلزمات زودت للنحالين بنسبة دعم بلغت 50% من أسعارها الحقيقية وهو ما يعد حافزا كبيرا للتوسيع بمشاريع إنتاج العسل، اذ بلغ عدد الخلايا المنتجة للعسل في عموم مناطق المحافظة، 4500 خلية". وذكر أن "بعض تلك الخلايا أعطت إنتاجية من العسل الطبيعي بلغت 100 كغم في الموسم الواحد وهي كمية تختلف من خلية الى أخرى ومن نحال الى آخر تبعا للظروف القياسية الجيدة التي يوفرها صاحب المنحل لتلك الخلايا". واعتبر أن "هذه الصناعة التي عاودت الظهور من جديد بعد أن تعرضت الى نكسات وانكسارات في السنوات الأخيرة بحاجة ماسة الى دعم أكبر من قبل الحكومة خاصة في تدعيمها بالسلالات الجيدة والمنتجة من الخلايا". لافتا الى أن "ظروف الطبيعة مثل الجفاف والتصحر قد ساهما في إيقاف نشاط النحالين العراقيين الى جانب الظروف الأمنية التي مر بها البلد في السنوات الأخيرة". يذكر أن وزار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram