TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > بيئة السكن والفقر

بيئة السكن والفقر

نشر في: 17 مايو, 2010: 04:33 م

د.عامرة البلداويعضو مجلس النواب المنتهية ولايتهرئيسة جمعية ام اليتيم ليس انخفاض الدخل وتدني مستوى المعيشة والمرض والعجز عن العمل وتفشي البطالة وقلة التعليم  وحدها من أسباب  فقر الإنسان بل ان  ما بينته مؤشرات التنمية البشرية في التقرير الوطني لحال التنمية البشرية في العراق (2008) وما أكده قبلها الهدف السابع من أهداف الإنمائية الألفية
 وهو (ضمان توفر أسباب بقاء البيئة) من ان البيئة المحيطة بالسكن هي واحدة من أسباب الفقر بل هي حاليا وكما سنبين سببا رئيساً مولداً للفقر.ان الأحياء السكنية في مناطق الحضر تعاني من إهمال واضح في توفير مستلزمات بيئة نظيفة لائقة بسكن الإنسان فكيف اذا تحدثنا عن الريف، وان الأحياء السكنية في قلب العاصمة بغداد تعاني من تفشي ظواهر ملوثة لبيئة السكن لا بل هي من المخاطر المحققة عليها فكيف اذا تطرقنا لبيئة السكن في بقية المحافظات؟ rnظواهر بيئية شائعة في قلب العاصمة1- ليس كلاما، بل شواهد بالصور وفي مناطق معروفة سنذكرها بأسمائها من بغداد تعيش الأسر فيها وتحيط بمساكنهم المزابل وأكوام النفايات وان أطفالهم حين يخرجون للعب أمام بيوتهم يلعبون وسط تجمعات النفايات.وبرغم ان ما يذكره تقرير التنمية من  ان نسبة السكان المشمولين بخدمة جمع النفايات  تبلغ 56% في العراق الا ان محافظة بغداد تتمتع بأعلى نسبة من هذه الخدمة وهي 92% ومع ذلك فأن محلات بغداد غارقة في النفايات مما يتنافى مع مظاهر التحضر التي نتمنى سيادتها في المدن.2- تعاني معظم مناطق بغداد من تفشي ظاهرة  الكلاب السائبة التي أصبحت تسير بتجمعات في وضح النهار ومابين البيوت وساكنيها.فإذا كانت هناك تقنيات وتكاليف وصعوبات في توفير خدمات أخرى فما تكاليف القضاء على هذه الظاهرة؟ على من تقع مسؤولية القضاء على الكلاب السائبة؟ هل أمانة بغداد، محافظة بغداد، مجلس المحافظة، دوائر الصحة او البيئة  أم  وزارة الداخلية؟في لقاء مع احد الأطباء البيطريين في منطقة تعاني من كثرة الكلاب السائبة  وصف هذه الظاهرة بأنها أصبحت تهدد بنقل الكثير من الأمراض أهمها داء الكلب وقد يكون انعدام الرقابة وعدم إتباع وسائل الوقاية والمكافحة المعروفة دوليا هو احد أسباب انتشار الكلاب السائبة بين الأزقة والشوارع في الأحياء السكنية، ان مادة (الستركنين) السامة والفعالة التي كانت تستخدم عادة  لهذا الغرض توقف استخدامها وأصبح محظوراً لكنها ثنائية الغرض ولذا لم يبق الا التنسيق مع الداخلية لاستخدام الخراطيش ولكن هذا الإجراء لم يتم بالطريقة المناسبة لأسباب أمنية فضلا عن انه من غير المعقول الاعتماد على هذه الوسائل البدائية التي سيكون لها تأثير أكثر خطورة على السكان.3- تعاني العديد من المناطق السكنية في قلب بغداد من انعدام خدمة شبكات المجاري ومازالت تجمعات المياه الآسنة ومياه الأمطار بين المنازل وفي الأزقة تشكل مصدراً للروائح الكريهة والحشرات فضلا عن مشاكل الخزانات المنزلية (اسبتكتنك) التي تتسرب منها الروائح الكريهة  والجرذان والحشرات المنزلية المعروفة وهي كلها تشكل عبئا على الأسرة وتكاليف إضافية لمواد التنظيف والمطهرات ومبيدات الحشرات والجرذان وغيرها فضلا عما تسببه من الأمراض اما نتيجة التحسس من المواد المطهرة او التي تنتقل عن طريق الجرذان.وعلى الرغم من ان خطة المحافظة قد تكون شاملة لهذه المشاريع الا انها مازالت تتعلل بالتخصيصات والأولويات والموافقات مما يعيق انجازها بالسرعة المطلوبة، وفي أدناه صورة من منطقة السلام في دور نواب الضباط تتمتع جميع المحلات المحيطة بها بهذه الخدمة وهي على خطة أمانة بغداد منذ سنه الا انها لم يكتب لها حتى الآن المباشرة بالانجاز.4- بسبب زيادة تجمعات النفايات فقد استسهل رعاة الأغنام الرعي في المناطق السكنية ومابين المنازل لسهولة توفير فضلات المنازل  ومع تفشي منظر رعاة الأغنام في احياء بغداد السكنية ازداد الامر سوءاً نتيجة لضعف الرقابة بذبح الأغنام خارج المجازر، بل على أرصفة وشوارع المدن وبيع اللحوم الطازجة خارج المحال التي تتوفر فيها الشروط الصحية، ففي ذات الوقت الذي نتطلع فيه الى رؤية تجمعات سكنية شاملة لأسباب الراحة والحدائق ورياض الأطفال والأسواق وغيرها نفاجأ بتراجع مظاهر الحضر واتساع ترييف المدن.وهنا لابد من التأكيد على مسؤولية الدولة في وضع ضوابط وتحديث التشريعات التي تحد من التنقل العشوائي لمالكي حيوانات المزرعة والمواشي بحيث لا تكون في المناطق السكنية وداخل المدن وان ضعف الرقابة والمتابعة كانا سببا في تردي بيئة السكن، فكما هو معلوم ان المواشي والأغنام ناقلة للأمراض المشتركة (الأمراض الطفيلية والبكتيرية والفايروسية) مما يتطلب الكثير من الجهود المبذولة من قبل الأسرة لتفادي هذه الأخطار.من أهم المشاكل المعاصرة هي انتشار تجمعات المهجرين في أحياء من الكرافانات او غيرها ومما يلفت الانتباه ان كرافانات المهجرين التي تم إنشاؤها حديثا أصبحت تجمعا للنفايات والمياه الآسنة كما هو الحال في (كرفانات الجكوك)(*) فضلاً عن مجمع الرجاء  الذي يعاني من بيئة تفتقر لأبسط الخدمات وهو الماء الصالح للشرب فقد بين التقرير الوطني لحال التنمية في الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram