TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: قانون استثمار الأندية!

معالي الكلمة: قانون استثمار الأندية!

نشر في: 8 ديسمبر, 2020: 07:56 م

عمار ساطع

يفرض المنطق نفسهُ علينا ونحنُ نتطرق الى موضوع المعاناة الحقيقية للأندية الرياضية عندنا، بل إن الحديث عما تواجهه أندية البلاد يتعلق فقط بقضية واحدة وهي افتقارها للأموال!

نعرف تماماً أن المال أصبح اليوم عصب الحياة، غير أن المال لا يكفي أبداً في تحقيق ما يمكن تحقيقه من أحلام تراود أهل الرياضة أياً كان موقعهم، لأن غياب العقليات الرصينة والخبرات المركونة ستدفع بالمال والممولين الى الهاوية!

التحليق صوب الإنجاز والوصول لأبسط الأحلام يبدأ من التخطيط الستراتيجي الفعلي الذي ينقلنا الى عالم الاستثمار أولاً والاحترافية فيما بعد، لأن أنديتنا تَمر في ظروف استثنائية وصعبة، وحرجة للغاية إن صح التعبير، في ظل اعتمادها على الدولة في المُنح المالية والتخصيصات التي لا تسد رمق عقدين أو ثلاثة عقود للاعبي فريق كرة القدم أو مدرب له اسمه وتاريخه، وبالتالي فأن ما يحدث هو أشبه بالانصياع لأوامر الدولة وفق قناعات اجبارية تبتعد عن التفاهمات والنقاشات، بمجرد الرضوخ لقوانين وأنظمة أكل عليها الدهر وشرِب!

وحتى نكون منصفين في طرحنا هذا، فأن الدولة لا يمكن لها أبداً أن تصرف الأموال على أندية قوامها 350 في عموم البلاد، بل أن إجازات التأسيس تُمنح بمجرد الانتهاء من المتطلبات وشروط اكتساب ورقة التأسيس، وأنديتنا لا هي حكومية تعيش تحت خيمة الوزارات ولا هي أهلية تتنفس الصعداء، وفي الحالتين إنها تعاني الأمرين بسبب الوضع الرسمي وغياب المستثمرين ومن ثم تغييب الاحتراف الذي ينشد إليه الجميع!

 

في المحصلة النهائية، تبقى الانتخابات (الأكذوبة) فرصة لوصول من هم ليسوا بمؤهلين لقيادة الأندية أو وصول انتهازيين يملكون علاقاتهم مع الجهات الداعمة أحزاباً وقيادات وسياسيين ليكونوا في الواجهة ويتحكمون بكل كبيرة وصغيرة ويتدخلون في كل شاردة وواردة بهدف المكوث في المنصب على اعتبارها واجهة جماهيرية بغض النظر عن المنجزات او الانفرادات في تحقيق النجاحات!

في اعتقادي الشخصي، لو تتفضل الدولة العراقية بحكومتها، أن تنهي كل هذا الجدل بإحداث ثورة تغيير شاملة تنقل الأندية من تبعيتها للدولة وزارة واولمبية الى أندية ثقافية رياضية اجتماعية وتقوم ببيعها في مزادات علنية وفقاً لتنظيم قانوني ليقوم المستثمرين بشراء الاندية شريطة أن تحفظ حقوقها في البنوك وأن تترك الأمر على مالك النادي بتعيين الأعضاء ومن يشاء، وفقاً لقانون استثمار الاندية الذي سينقل الأندية من حالٍ الى حال، وينقذ الدولة من الواقع المالي المزري الذي تعيشه في هذه الفترة، بل وتكسب من خلال إقرار قانون استثمار الأندية أموالاً وتخلصها أيضاً من الضغوطات وتمنح وزارة الشباب والرياضة التفرغ لمراكزها الشبابية ومنتدياتها في مراكز المحافظات والاقضية والنواحي لتنتشل وفقاً للمنهاج التي يفترض أن توضع، الجيل المقبل من الضياع والهلاك!

إن قانون استثمار الأندية يوصلنا الى نتائج مذهلة، أقربها في الأفق التثقيف باتجاهات توعوية رصينة اجتماعية أولاً ورياضية ثانياً وتوصلنا أيضاً الى واقع احترافي مهم بجلب رؤوس أموال مُغيبة ومُبعدة، مثلما تأتي بعائد تسويقي مهم وداعمين ورعاة افتقدتها الرياضة العراقية على مدى تاريخها العريق!

 

وإذا كان الحديث عن ما سيحدث في الأندية من ثورة هائلة بفضل قانون الاستثمار الذي نطالب به، فأن الأهم هو أن أندية عديدة سَتُدمج مع بعضها وتتحد أخرى تحت مسميات جديدة ونؤسس لأندية تخصصية، وبالتالي يكون الرابح الأكبر هو مالك النادي الجديد أو صاحب المال بالأسهم المطروحة والتي يقوم بشراءها!

لقد آن الاوان في انقاذ الاندية من الهلاك والدمار الذي تعيشه، فالأزمات ولدت ارهاصات ومشاكل لا نهاية لها، لأن مجالس إدارات الأندية غير قادرة على توفير ابسط احتياجات الفرق الرياضية، فألغيت فعاليات وأهملت ألعاب، وغُيب أبطال وأبعد العديد من المواهب، وكل ذلك بفضل العقليات التي تحكمت بالعمل واعتماد الأندية على تخصيصات مالية لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ووفقاً لتصنيفات ومستويات تتدخل فيها المجاملات والعلاقات!

دعوة للحكومة ممثلة بوزير الشباب والرياضة ومجلس النواب ممثلاً بلجنة الشباب والرياضة الى السعي باتجاه تحقيق المطلوب في استثمار الأندية بقانون يقضي على كل السلبيات ويقصي الوجوه التي تمادت واستغلت الرياضة كواجهة لتحقيق مآربها وغاياتها بعيداً عن البحث في تسجيل الإنجاز وبقيت تمد أذرعها باتجاه المنح المالية، بعيداً عن بناء الإنسان الحقيقي في المجتمع وصقل مواهب الرياضيين وصولاً لتسجيل النجاحات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram