محمد حمدي
أختتمت أمس الأربعاء اجتماعات الجمعية العمومية التاسعة والثلاثين للمجلس الأولمبي الآسيوي في ظل ظروف استثنائية حافلة بالكثير من المتغيّرات على الساحة الرياضية الآسيوية وتطلّع الدول الى الافصاح عن نفسها بكل ما هو مفيد ومتقدّم دون الاكتراث بخطر جائحة كورونا والتعامل معه فعلاً على أنه ظرف سيزول قريباً،
وقد شهدنا احترافية التواصل والتسويق على أعلى المستويات بين دول القارّة للظفر بتنظيم (الآسياد) الأولمبي للمتقدّمين والشباب ومختلف البطولات الأخرى التي تراوح التنافس فيها بين الرياض والدوحة وبانكوك وطشقند وكولالمبور.
ومن الجانب الآخر، وقدر تعلّق الأمر بنا، فإن الحال مختلف تماماً ولم يكن وجودنا سوى ورقة انتخابية تُحابي هذا الطرف أو ذاك بتمثيل مُضطرب ضاعت فيه هوية رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي كمُكلّفٍ أو مصوّتٍ أو مُمثّلٍ يُشاركهُ وزير الشباب والرياضة عدنان درجال في التواجد بمُهمَّة (حَلْحَلَة الأزمة) والوصول الى نتائج تُنقِذ الرياضة العراقية من واقعٍ صعبٍ وصلَ الى الدرك الأسفل من الانقسامات والخلافات.
اجتماع مسقط صار فرصة حقيقية للقاء المسؤولين الدوليين في الأولمبية الدولية أو المجلس الأولمبي الآسيوي الذين يدركون اليوم تماماً حجم الخلافات داخل المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية واتحاداتها العاملة، وهي من المُسلّمات لدينا طبعاً، وكأن أي نقيضين محلّيين لا يُمكنهما البتَّ بأمور الاختلاف إلا بواسطة طرف دولي خارجي سواء اتحادات دولية أو محاكم! والعجيب أن الجميع يدّعي وقوفه ضد تدويل الأزمات التي دُوِّلَتْ فعلاً وصِرنا مضرب المثل فيها على إننا اصحاب الأرقام القياسية وفي الخلاف والاختلاف وعدم قبول الآخر!
وبحسب عِلمنا فإن الوزير درجال والكابتن رعد حمودي سيخوضان في ملفّات متعدّدة جرى الافصاح عن أولها باستبشارٍ بعد اللقاء مع رئيس الاتحاد الدولي للجودو أثناء تواجده في مسقط، والحصول على وعدٍ منه بإعادة انتخابات الاتحاد العراقي للجودو المنقسِم على نفسهِ في انتخابات غير اعتيادية ستجرى العام المقبل، وربّما سيتبعها الإعلان عن انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية أيضاً.
لقد كان اجتماع يوم السبت الماضي، الذي ضمّ وزير الشباب ورؤساء الاتحادات الرياضية، مفصلياً في طرح الأزمات العالِقة، واشراك الوزير بها بعد عجزٍ تامٍ للبيت الأولمبي العراقي في لملمة الجراح واحتواء الأزمات داخلياً، أزمات إدارية تعكس حالة مزرية من الخلافات لن تكبح في ليلة وضحاها بطبيعة الحال، ولا يعني اللقاء بالوزير كنقطة التقاء أنها ستزول بعد تدخّله أو العودة من مسقط بوضع النقاط على الحروف كما يتأمّل البعض، بل العكس هو الصحيح، ونعتقد أنها ستمهّد لتخندّق أشدّ واستعداد لمعارك انتخابية شرِسة مُقبلة قد تُفضي لفوز طرف بصورة نهائية سواء في الاتحادات المُضطربة أو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، لكنها لا تُنهي المشاكل بالمرّة بعد نقطة اللاعودة التي وصلوا اليها وهو ما سيؤثّر على رياضتنا بصورة مريرة.
ما نطلبه ونتمنّاه، أن يكون الاجتماع أو المؤتمر عراقياً خالصا لإنهاء جميع الأزمات بسلّة واحدة من الجودو مروراً بالسباحة والمصارعة والتنس وغيرها، وإذا ما أراد الوزير درجال التصرّف بحكمة مستفيداً من مقبوليته كشخصية رياضية لها مكانتها، فعليه التصرّف وفقاً لهذا الأساس وأن يكون قد انغمس أيضاً في أتون الاتحادات والمشاكل التي لا حدَّ لها، وقد أكلت من جُرف رياضة الإنجاز العالي، وعليه أن لا يغفِل أبداً دور لجنة الشباب والرياضة البرلمانية في الشراكة بالعمل الصعب وتوحيد التوجّهات دون الميل لجهة على حساب أخرى!
لننتظر ما الذي سيعود به وفد العراق من قمّة مسقط الأولمبية؟