TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: أيها السياسيون اتفقوا

كردستانيات: أيها السياسيون اتفقوا

نشر في: 17 مايو, 2010: 05:13 م

وديع غزوانانتهت عملية اعادة العد والفرز اليدوي لنتائج انتخابات بغداد دون حصول اي تغيير كما كان يتمنى البعض , لذا فلم يعد هنالك من عذر آخريعرقل ارسال النتائج الى المحكمة الاتحادية للمصادقة عليها وبالتالي دعوة مجلس النواب لعقد جلسته الافتتاحية والمضي في تشكيل الحكومة المقبلة .
ونعتقد ان الوقت صار متاحاً امام الكتل السياسية للمباشرة بحوارات جدية تفضي الى اتفاقها على آلية تسرع انجاز مهمة تشكيل الحكومة , التي اتفق الجميع بحسب ما يطفو من تصريحات , على ان تكون حكومة شراكة وطنية حقيقية تضمن مشاركة الجميع فيها , مع مراعاة عدم اثقالها برداء المحاصصة الذي ولّد مشاكل كثيرة تحمل وزرها المواطن البسيط دون غيره .الفرصة سانحة ومتاحة ربما اكثر من اي وقت مضى للقوى السياسية لوضع حد لخلافاتها , باعلان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال استقباله أد ميلكرت الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة , دعوة الكتل الفائزة في الانتخابات لزيارة اربيل بهدف التوصل الى حل مناسب يرضي جميع الاطراف , مبادرة قابلها ميلكرت بالامتنان والتقدير. والحكيم هو من يستقرىء صورة ما آل اليه الشارع العراقي من استهجان  و ضجر وخيبات امل , وهو يرى  عدداً غير قليل من اطراف العملية السياسية تتدافع بالمناكب من اجل المناصب ليس الا غير مبالية ومكترثة بمعاناته وآلامه وتضحياته .ولانظن اننا نأتي بجديد اذا قلنا ان المواطن , وهو يتحدى اعتى قوى الارهاب ويتوجه للادلاء بصوته في الانتخابات , كان يعول كثيراً على نتائجها وما يمكن ان تحدثه من تغيير ينعكس على اداء مجلس النواب المقبل وفي هيكلية الحكومة ومؤسساتها واجتثاث منابع الفساد ومسببيه . لم يكن اي منا متوهماً بامكانية التأسيس لمرحلة جديدة تمنح الفرص للكفاءات للاسهام في عمليات البناء وطرد الطفيليين المعششين في مؤسسات الدولة والمستحوذين على ابرز المناصب بفعل المحاصصة  , غير ان حساب البيدرلم يساو حساب الحصاد , فما ان انتهت عملية الانتخابات واعلنت نتائجها حتى امتلأت سماء ساحة العمل السياسي بسحب وغيوم الصراعات وكيل الاتهامات وتغليب الثانوي على الرئيسي . فقد آن الاوان لتغليب مصلحة المواطن المضحي والصابر بوطن تنتصر فيه مؤسساته له وتنتزع حقه وتعيده اليه دون منة  , على المصالح الانانية.. وطن يعلو فيه صوت المواطنة على اي صوت متعصب آخر, سواء كان عشائرياً ام  مذهبياً ام دينياً , يتسع حضنه لكل العراقيين من دون تمايز او تفرقة .ما ينتظره المواطن اليوم من قواه السياسية ليس بالكثير ولا المستعصي , انه موقف وفاء ونخوة لوطن .. موقف ينظف ترابه مما علق به من ادران اناس لبسوا اقنعة الوطنية وتستروا بها ليقطفوا ويسرقوا ثماره ويطعموا شعبه السم الممزوج بالعسل .مرة اخرى نقول : ايها السياسيون انتهزوا الفرصة واتفقوا قبل فوات الاوان !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram