عمــار ســاطع
قد يكون لقرار خلية الازمة بشأن الوباء اللعين، كورونا فايروس، في إنهاء جدل محاولات الكثيرين لعودة الحضور الجماهيري لمباريات دوري كرة القدم العراقي الممتاز، نهاية متوقعة لفصل الضغوطات التي كرسها الكثيرون بهدف كسر ما هو متفق عليه حفاظاً على أرواح المواطنين!
إرجاء البت في قرار قد يتسبب في كارثة حقيقية، كان يفترض به أن يُعمم على كل القطاعات، ليس الرياضية فقط، والملاعب الرياضية جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي بدأ يتجه لخيارات مختلفة، بسبب منعه من قبل خلية الأزمة لحضور التجمعات وأهمها طبعاً ميادين الرياضة!
فالضغوطات التي يعيشها الشارع بشكل عام، أدت الى مطالبته لإعادة الروح الى الملاعب بحضور ولو بنسبٍ محدودة لمباريات دوري كرة القدم، الدوري الذي أصبح بعيداً كل البعد عن روح المنافسة، لغياب أهم مقومات نجاحه وهو المشجعين من الذين يعشقون المستديرة، بل ويتنفسون اللعبة الشعبية الأولى!
اتفق مع قرار خلية الازمة كونه يخدم المصلحة العامة، لكنني لا اتفق معها ابداً في غضها لطرف ما يحدث من تجمعات غير مُنصفة تجاه الرياضة العراقية، من خلال توافد أعداد كبيرة من المواطنين لحضور عرض غنائي أو مهرجان غير رسمي أو رعاية حفل لشخصية فنية مهمة، وهو ما يوصلنا لقناعة واحدة، وهي أن الاستهداف هو استهداف داعم لألق رياضي مستقبلي ووطني فعال ومهم!
ولاعتبارات كثيرة، فإن غياب الجمهور عن مدرجات ملاعبنا، أصبح يشكل، النقطة السلبية الأبرز أو عبئاً على نجاح مسيرة المسابقة ودعم اللعبة بشكل واضح، لا يحتاج منا الى تفسره وشرحه، لأن الجمهور هو العامل الأكثر إسهاماً في تطوير المنافسات والارتقاء بها فنياً، واليوم أصبحت المباريات تشكو واقعها المتدني، لأن أغلب المواجهات أصبحت بلا لون او طعم!
قد يتساءل المهتمون وعشاقُ كرة القدم، عن الحلول الأقرب للتحقق، وهي أن يكون الحضور بنسبة حضور محدودة، كخطوة أولى لإعادة الحياة الى ملاعبنا، غير أن الأهم هو كيفية تطبيق تلك الخطوة المهمة، والجواب على ذلك يحتاج الى تعمقٍ كبير وفرز الإيجاب عن السلب وصولاً الى قناعات التنفيذ على أرض الواقع!
من وجهة نظري اعتقد أن تأخذ إدارات الأندية على عاتقها الأمر، شريطة أن تطبق الخطوات بشكل صحيح وتبتعد عن المجاملات أولاً والوساطات ثانياً، وهي أن تكون بأسلوب احترافي قد يخدم الأندية في نهاية الموقف، وهي أن تُسجل من 100 الى 150 مشجعاً بمنحهم باجات مرخصة وبمبلغ مالي، يُتفق عليه، مع التأكيد على الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات وجلب كتاب صحي حكومي يؤكد على سلامة فحوصاته لنتائج مختبرية لفايروس كورونا، والتركيز على التباعد الاجتماعي أثناء حضور المباريات دخولاً ومتابعة وخروجاً، مع رفض وجود شعارات أو يافطات، والأبعاد الصحيحة بين مشجع وآخر!
إن هذا الموقف.. سيمنح الكثيرين فرصة إبقاء الروح على أجواء المباريات بوجود مشجعين يؤازرون فرقهم ويدعمونهم بهدف تقديم الأفضل، مثلما يُجبر خلية الأزمة على النظر للأمر على أنه منفعة عامة.
أيها الأخوة.. إن الجمهور بات اليوم يُشكل العصب الحقيقي لأي فعالية كانت أو مناسبة، فلا نجاح مع من لا يملك جمهوراً أو اصواتاً تدفعه الى قبول التحدي، بل إن من أولويات نجاح العمل في أي مجال، هو الجمهور والدعاية التي من شأنها أن تنتشله، فيكف بالأمر إذا كان يتعلق بالرياضة ومنافساتها وتحدياتها، كيف يمكننا أن نعتقد أن الدوري سينجح ويتجاوز سلبياته، والأمر يعني للكثيرين أن هناك دخولاً لبعض المقربين من جماهير تُفسد في الكثير من الأحيان أجواء المباريات، في ظل تواجد روابط المشجعين وحدها في كل مباريات فرقها، وأمام أنظار خلية الأزمة والهيئة التطبيعية التي لم تُحرك ساكناً منذ أول مباريات انطلق فيها قطار الدوري!
القضية باختصار شديد.. إن مباريات الدوري لن تصلح للمتابعة إذا بقيت المدرجات بهكذا صورة، باهتة، والقناعة بحضور توافقي وبإرادة القائمين وفقاً لسياقات متفق عليها، أفضل بكثير من الرضوخ لمن هبّ ودبّ!