علاء المفرجي
تعود مهرجانات السينما بعد توقفها بسبب جائحة كورونا والإجراءات للحد من مخاطرها، فبعد مهرجان (واسط) السينمائي الذي انتهى الأسبوع الماضي تجري الاستعدادات الآن لإقامة الدورة الثانية من "مهرجان كركوك السينمائي الدولي للأفلام القصيرة،
الذي تُقيمه "مؤسّسة كركوك للثقافة والفنون" يومي 7 و8 كانون الثاني 2021، وتُعرض فيه أفلامٌ قصيرة، عراقية وعربية. وأُقيمت دورته الأولى، قبل أشهر، عبر الـ"أونلاين"، لكنّ إدارته حصلت على تمويلٍ، فقرّرت إقامة دورته الثانية واقعياً.
يترأس المهرجان المخرج والممثل سردار زنكنة، الحاصل على بكالوريوس فنون سينمائية من "قسم السينما" في "جامعة بغداد"، ومدير "الملتقى السينمائي في كركوك" في دورته الأولى. له أفلامٌ قصيرة ووثائقية عدّة، منها "الطفولة" و"الشكّ و"كفى"، بالإضافة إلى سيناريوهات أفلام قصيرة غير منجزة.
وقال زنكنة: إنّ المهرجان في باله، منذ فترة طويلة، فكرة إقامة مهرجان سينمائي ويعلم الجميع أنّ المهرجان يحتاج إلى دعمٍ مادي جيّد، خاصّة إذا أُريد له أنْ يليق بكركوك، اسماً وفناً وحضارة". أضاف: "العام الماضي، أتت الفرصة، فتمّ استغلالها، إذْ حصلنا على دعمٍ مالي متواضع من وزارة الثقافة والشباب في إقليم كوردستان، لكننا نظّمنا ملتقى سينمائياً ليومين اثنين فقط، بدلاً من المهرجان، وكان الملتقى عراقياً فقط، عُرضت فيه 10 أفلام من بين عددٍ كبير من الأفلام المُرسلة إلينا حينها. كما قُدِّمت أوراقٌ نقدية لأساتذة السينما في العراق والإقليم معاً.
وستشارك أفلام عربية مختلفة أُرسلت إلى إدارة المهرجان الدولي، من المغرب العربي وبلدان عربية، كمصر واليمن والإمارات العربية المتحدة وسوريا وقطر والسعودية، بالإضافة إلى أفلامٍ عراقية وكردية، منها الأم"، وهو فيلم تحريك من سوريا، وفيلمان مصريان، هما "دور برد" و"أوضة الفيران"، والكردي "أوار"، والوثائقي الجزائري "فرسان البارود"، والمغربي "أحلام ضائعة"، وغيرها. وحتى الآن لم نستقر على اختيار فيلم افتتاح ، اذن هناك 15 فيلماً ستُعرض، وعلى لجنة التحكيم لاختيار الفائز منها.
وستكون لجنة التحكيم هذه مؤلّفة من سينمائيين مختلفي الاختصاصات، عراقيين وعرباً: عزّ الدين شلح (رئيس "مهرجان القدس السينمائي")، رئيساً، والمخرج برهان سعادة (رئيس "مهرجان البترا السينمائي" في الأردن)، والممثل والمخرج العراقي جلال كامل، والناقد السعودي خالد ربيع، والمخرج البحريني بسام محمد الذوادي، وكاتب السيناريو حامد المالكي، والممثل المصري ناصر غانم.
مهرجان كركوك هذا هو الثاني في العراق الذي يُقام في زمن كورونا. نعرف أنّها مجازفة، وأنّ الوباء لا يرحم. لكن لدينا أفكاراً نُناقشها، إذْ سنضع منهاجاً خاصاً بالوقاية والالتزام بالتعليمات الصحية أثناء عرض الأفلام في الصالة. والإجراءات ستُطبّق بحزم خلال أيام المهرجان.
وعن تمويل المهرجان، فهناك مؤسسة ثقافية هي الراعي الوحيد والأساسي للمهرجان إلى الآن، وربما تكون هناك إمكانية دخول جهات أخرى في المستقبل إلى لائحة الداعمين، ليقام بالشكل المطلوب ويكون بالامكان دعوة ضيوف له.
ليست المهرجانات كلّها ذات مستوى واحد، فهناك مهرجانات "كبيرة ومدعومة، كمهرجانات السليمانية وأربيل ودهوك والنهج في كربلاء، تأتي بعدها مهرجانات أخرى جيدة، كالقمرة والعيون وثلاث دقائق وكوت، وهذه المهرجانات رغم تفاوت مستواها إلا أنها تسهم في إشاعة الوعي بأهمية السينما.
والمعروف أن هناك نشاطاً سينمائياً جيد نوعا ما في كركوك، كالملتقى الذي يعرض أفلاماً، تُقدّم بعدها بحوث نقدية. وهناك صالات عرض سينمائي، ومهرجانات ترعاها مؤسّسات قليلة، كـ(مهرجان التربية)، وآخر لمُديرية الثقافة والفنون. وكذلك، تُقام ورش عن كتابة السيناريو والمونتاج والإخراج.