طه كمر عند متابعتنا مجمل دوريات العالم نرى من خلال الأدوار الأولى لهذه الدوريات ان هناك فرقا انفردت بصدارة تلك الدوريات من خلال أدائها المتميز وأسلوب لعبها الذي يوحي ان المنافسة ستكون مابين فريقين او أكثر إلا إننا من خلال مشاهدتنا مباريات هذه الفرق نحاول تشخيص القوي من الضعيف وأجمل ما بها ان القوي يبقى قوياً حتى نهاية الدوري وما ظهر خلال منافسات الدوريات الاسباني والايطالي والانكليزي
خير شاهد على ذلك !فأول أمس توج فريق برشلونة الاسباني بطلا للدوري الاسباني بعد تحقيقه الفوز الكبير على فريق بلد الوليد برباعية نظيفة الا ان أجمل ما يميز هذا الدوري انه مع سير المباراة الأخيرة لبرشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد لم تتضح صورة البطل، فما يفصل عن الاثنين نقطة واحدة فقط والاثنان لهما نفس الطموح لكن كفة برشلونة تبدو هي الراجحة من خلال فارق النقطة الواحدة، فبرشلونة يمتلك 96 نقطة والريال يمتلك 95 نقطة وهذا ما جعل المنافسة على أشدها حتى يوم الختام .لكن عند الحديث عن الدوري الممتاز يختلف الكلام تماما والتوقعات تصعب هنا لظهور فرق في منتصف المسابقة لم يتوقع لها ان تعتلي فرق المجموعتين وبعدها تعاود النزول لتعتلي غيرها وهكذا نلاحظ ان عددا من الفرق لا تفصله سوى نقطة او فارق الأهداف عن الفرق الأخرى ما يجعل التكهن لصورة البطل صعبة جدا ليس على غرار النهج الأوروبي وهذا يأتي من تذبذب مستوى الفرق المتنافسة التي يصعب عليها الاستقرار على المستوى الفني .ولو تعمقنا أكثر نرى ان سوء التخطيط يجعلنا نتخبط لمعرفة الفريق الذي سيستقر عنده درع الدوري ولا يمكن بأي حال من الاحوال التكهن فعندما يقدم فريق أربيل او الجوية او الزوراء او غيرها من الفرق مستوى جيدا ويتمكن من الفوز في ثلاث مباريات متتالية وبحصيلة جيدة من الأهداف نراه سرعان ما يفقد خصوصيته تلك ويعاود التلكؤ في أداء لاعبيه ويصبح يمني نفسه بالحصول على نقطة من تعادله مع خصمه الذي لم يكن بأفضل من الفرق التي تغلب عليها وهذه الحالة نابعة من عدم الشعور بالمسؤولية إضافة إلى الارهاق والتعب والعناء الذي يكاد يطيح بآمال هؤلاء اللاعبين. ولو احصينا دوريات العالم أجمع سنرى انها انتهت أو اشرفت على الانتهاء الا دورينا فهو الآن يراوح في الدور الخامس والمتبقي اثنا عشر دورا بالتمام والكمال بغض النظر عن دوري النخبة الذي سينطلق بعد هذا الدوري الطويل والذي قوامه اثنا عشر فريقا ستلعب بطريقة الدوري من مرحلتين لذلك سنرى الترهل والإعياء واضحا على فرقنا التي ستتأهل بل اننا لاحظنا ذلك خلال هذين الدورين اللذين ارتفعت خلالهما درجات الحرارة ما يجعل حب الجماهير واللاعبين لهذه اللعبة ينقلب الى استياء من خلال ما يعانيه اللاعبون ومدربوهم لاسيما ان هذا يؤثر على مستوى ادائهم فليس من المعقول ان يستمر اللاعب العراقي يلعب طوال فصل الصيف وخلال هذه الفترة شكا أكثر من مدرب من هذه الحالة لكن لا توجد حلول في الوقت الحاضر من دون إكمال الدوري بشكله المخطط له !لذلك نرى ان اكتشاف المواهب اصبح منعدما فلا يمكن ان نكتشف لاعبين جدداً بمستوى الذين غادروا الملاعب من قبل واعتزلوا طالما ان فترة الدوري أصبحت طويلة جدا بحيث يصعب من خلالها تمييز اللاعب الجيد من السيئ لوصول الاثنين الى نفس المستوى نتيجة ما يعانيه من جهد وعناء فترة ليست بالقصيرة وهذا ينعكس سلبيا على عمل الاندية الرياضية التي لا تمكنها ميزانياتها من الاستمرار بمواصلة المشوار لذلك ومن خلال المد والجزر اللذين ظهرت بهما فرقنا وتذبذب أداء لاعبيها من مباراة الى أخرى لا يمكن ان نعرف من سيتأهل ومن سيخطف اللقب على اساس اننا سابقا كنا نراهن على فريق أربيل المتخم بالنجوم لكنه وللأسف ظهر ومن خلال ما تقدم بمستوى لا يرضي طموحاته أبدا بعد ان عجز نجومه من المطاولة ونفد صبرهم !Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: هوية البطل مجهولة
نشر في: 17 مايو, 2010: 05:33 م