علي حسين
قرّرت وزارة الكهرباء أن تسبق خيال جميع العراقيين حول العبث الذي نعيش فيه، فأخبرتنا أن علينا أن نمسح من قاموس حياتنا مفردة "كهرباء" ففي بيان يشي بالسخرية أخبرنا القائمون على شؤون الكهرباء أن الجانب الإيراني سيقلل من تجهيز الغاز لعدم تسديد مبالغ شراء الغاز، وأن الكهرباء ستصبح شبه معدومة في بلاد الرافدين والـ"مجاهدين".
عندما تظاهر الشباب في بغداد وذي قار والحلة والسليمانية وباقي المدن ضد الفساد وضياع المستقبل ، أُطلق عليهم الرصاص الحي، لأنهم هتفوا مطالبين بتوفير حياة كريمة .
ماذا ياسادة ياكرام عن الوعود التي أطلقها الشهرستاني ومن بعده وحيد كريم وعفتان ومن لفّ لفّهم بأننا سنصدّر الكهرباء إلى دول الجوار عام 2013؟، ثم اكتشفنا أن إيران قطعت علينا الكهرباء وقبلها وبعدها المياه،لأننا لم نسدد الأجور .
أذكر أنه قبل أن يخبرنا الدكتور حسين الشهرستاني عام 2011 بأننا سنصدر الكهرباء إلى دول أوروبا.. خرج علينا إبراهيم الجعفري بخطاب سنسكريتي تمت ترجمته للعربية، حذر فيه الجعفري الشعب العراقي من صعقة كهربائية بسبب المشاريع العملاقة التي أنجزها والتي خصص لها فصلاً من كتابه "تجربة حكم"، ثم عرفنا أن وزير الكهرباء أيهم السامرائي اكتشف أن له في أموال الكهرباء حقٌّ معلوم فحوّل مليار دولار إلى حسابه في أميركا، بعدها تم اقتياد أموال الكهرباء والإعمار والصحة والتعليم إلى قاصات المسؤولين "الكبار.
لا شيء.. لا شيء، فنحن نملك قادة مؤمنين وحجاج، يتنفّسون هواءً وطنياً!! وليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بأن الناس تعاني البطالة والفقر وسوء الخدمات، غير أن المضحك أكثر أن لا أحد من الذين نهبوا أموال الكهرباء والمستشفيات والمدارس والمشاريع الوهمية قدم إلى القضاء، فهو باق في المنصب، مرة وزيراً، ومرات نائباً، وإذا اقتضت الضرورة سفيراً.
لقد تحول كل شيء في هذه البلاد الى مهزلة الصراع بين الدولة والجماعات المسلحة ، وتكبيل طاقات العراق من اجل عيون دول الجوار وغياب القادة القادرين على ضبط ايقاع البلاد التي يراد لها ان تنزلق نحو المجهول. وفي مثل هذه الحالة خرجت الناس الى الشوارع لا لتعترض على الديمقراطية العراقية ، ولا على توزيع المناصب طائفيا ، ولكن على الفقر والبطالة والعوز وغياب التنمية وسبل المستقبل.. ايها السادة لسنا بحاجة الى استعراضات من اجل قطع انف ترامب ، ولا اعتقد ان طريق القدس يمر من بغداد .. ما نحتاجه اليوم الوقوف بوجه الفقر والتخلف وغياب الفرص وضياع الشباب بلا عمل او امل. ، البلاد تنزلق نحو المجهول ، ولا ينفعها صاروخ ابيض في اليوم الاسود ، .. واذا لم يتوحد الشعب للوقوف في وجه الظلم ، فاننا سنرى بلداً يفقد الامل والمستقبل .
جميع التعليقات 1
khalid
بعد 17عاما من اغفال الناس تبين الخيط الابيض وانكشفت اللعبة بعد ان ربطوا مصيرنا بدول الجوار (الظلام الدامس بدل الكهرباء .)