TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: من أجل تصحيح المسار!

معالي الكلمة: من أجل تصحيح المسار!

نشر في: 29 ديسمبر, 2020: 07:48 م

 عمــار ســاطع

اُهدِرت الكثير من فرص التصحيح، مثلما تلكّأت أحوال التعديل لكل مفاصِل العمل الرياضي في البلاد، بعد أن غُيّبت الشخصيات الحقيقية، واُهمل الرموز، واُبعِد النجوم عن مواقع القرار الذي كان يفترض أن يكون!

وبقيت الرياضة العراقية تراوح مكانها، بفضل غياب قادتها الفعليين، أو بسبب وجود أولئك الذين أخذوا على عاتقهم مهاماً لم يكونوا أهلاً لها أو ربّما كانت المسؤوليات المُلقاة على عاتقهم أكبر من أسمائهم أو حتى تاريخهم!

واقع حال مرير، بدّد أحلام الكثيرين وشتّت الجهود المضنية التي بُذلت من أجل الإصلاح، الغائب في حقيقة الأمر، أو المُغيّب بفعل فاعلٍ، أو بفضل قاتلٍ ختم على رياضنا بالشمع الأحمر، بدليل ما نشاهده من إهمال متعمّد أو تشظٍ يتجدّد نتيجة الافتقار الى التخطيط الصحيح أو الستراتيجية السليمة!

للأسف.. هناك من لا يضع أسم العراق نُصب عينيه، أو يتخلّف عن الركب، لأسباب بعيدة كل البُعد عن التطوّر والنهضة التي تعيشها الرياضة في بقية البلدان، أقربها المجاورة على الأقل وأبعدها تلك التي في قارات أخرى!

أعترف أن عام 2020، الذي لم يبقَ له سوى يومٍ واحدٍ، كان عاماً أقرب لأن يكونَ عام لـ (النسيان)، بسبب النكبة أو الصدمة التي تحققت، لأنه عام لا يريد حتى المتفائلؤن استذكاره، كونه ترك آثاراً مُحمّلة بالهموم والمشاكل والإرهاصات لرياضتنا، كونه قضى على أبسط الطموحات وأطاح بكل الآمال، بل ورمى بحممهِ حتى على المستقبل القادم!

وفي الحقيقة أنه كان بالإمكان أفضل ممّا كان، لكن قسوة الأيام التي كان يمكن لها أن تنقل أوضاع رياضتنا الى واقعٍ أفضل، غير أن رياضتنا بقيت تتخبّط وتتدحرج بسبب التهافت على سدّة الحُكم الرياضي أو نتيجة تشويهها من قبل أهل الرياضة ذاتهم، طمعاً بالمناصب أو حُبّاً بالجاه، الجاه الذي أكل الأخضر واليابس، وترك بصمات سلبية على كل أركان وزوايا الرياضة العراقية!

وفي اعتقادنا الشخصي أنه كان يفترض أن توضع حدوداً لما آل إليه الحال، وتُقيّم المرحلة الماضية وتنكشّف كل الأخطاء على الورق بهدف التصحيح والتعديل، وتكون هناك جلسة مُصارحة مكشوفة بين القائمين على قيادة الرياضة وأن تكون هناك ندوات حوارية وصولاً لحلول تقضي على الفشل الذي استمرّ يلازم كل مفاصل العمل الرياضي بدءاً من اللجنة الأولمبية واتحاداتها الرياضية، مروراً بوزارة الشباب والرياضة والأندية والمنتديات والتي يقع على عاتقها احتضان الرياضي والمواهب والأخذ بأيديهم وفقاً للخطوات الصحيحة!

لا نتائج إيجابية، من دون تخطيط فعلي، ولا حقوق تؤخذ بسهولة، إلا بتقديرات تُعرَض على أهل الشأن من أكاديميين فاعلين ونجوم معروفين وخبراء يملكون من التجارب الكثير، أو من يملكون القدرات الخارقة التي يمكن لها أن تصل بِنا الى صناعة الإنجاز والبطل الأولمبي!

تصحيح المسار وتعديل المدار، يمكن لهما أن يتحقّقا لو تواجدت الثقة أولاً وتحدّدت التطلّعات وفُسّر كل شيء يحدث وفقاً لمبدأ حُسن النيّة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، كل ذلك من شأنه أن يصل بِنا الى طريق الإصلاح وصولاً الى التحدّي الحقيقي والفعّال!

أيها الأخوة.. إننا اليوم نعيش في مفصل حقيقي، قد يقضي على كل شيء، أو ينقلنا الى مجال الارتقاء برياضتنا التي تتصارع مع نفسها للبقاء، وليس للتنافس، وتتبارى مع نفسها من أجل التواجد، وليس لمعرفة مكانتها أين تقف، عند أي حدود، وعند أي محطة!

عليكم يا من تدعون البناء أولاً والتصحيح ثانياً، أن تناقشوا أنفسكم، فيما تحقّق من هبوط ومن نكبات ومن هزائم ..عليكم أن تتجرّدوا من الواقع وما حصل، وليبدأ الجميع مرحلة طي صفحة الخسارات وإهدار الوقت، وأن تعدّلوا من الأخطاء وتقضوا على الرتابة وتفعّلوا طموحاتكم من جديد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram