القدس / رويترزقالت مصادر حكومية اسرائيلية  امس ان تحالف يمين الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمؤلف من ستة أحزاب يشهد انقساما فيما تخوض اسرائيل محادثات غير مباشرة مع الفلسطينيين.وقال بنيامين بن اليعيزر وزير التجارة والصناعة والعضو في حزب العمل "لا يمكنني أن أقول ان الائتلاف موحد. ستكون هذه كذبة لو قلت لكم ذلك." وحزب العمل هو الحزب اليساري الوحيد في الحكومة وهو يؤيد مبدأ الارض مقابل السلام.
ومن المقرر أن يستأنف جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما الاجتماعات يوم الثلاثاء في جلسات هي الاولى منذ أن وافق الفلسطينيون على المفاوضات غير المباشرة التي أعطيت حدا أقصى قدره أربعة شهور كي تسفر عن شيء.ولم يقدم بن اليعيزر تفسيرا لموقف الشركاء في الائتلاف من عملية السلام ولكنه قال ان الاراء المشككة التي يتبناها وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان معروفة. ويقود ليبرمان حزب اسرائيل بيتنا اليميني.ولا يحظى نتنياهو هو الاخر بتأييد تام من حزبه اليميني ليكود وهو أكبر أحزاب الائتلاف بحسب ما يقوله بن اليعيزر.وأضاف للصحفيين في تصريح غير رسمي "هناك أغلبية تؤيد رئيس الوزراء ولكنها ليست مئة في المئة." واشار الى أن نتنياهو يحظى بتأييد الاعضاء الاصغر في ليكود.وهناك انقسام كبير معلن بين الفلسطينيين بشأن السلام مع اسرائيل. فحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ترفض بشكل صريح اتفاق السلام الذي يعترف باسرائيل.وبضغط شديد من جانب الادارة الامريكية وافقت السلطة الفلسطينية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية على استئناف المفاوضات من دون الحصول على تعهد اسرائيلي رسمي بالتجميد التام للمستوطنات بعدما أصر الفلسطينيون على هذا المطلب.وشدد بن اليعيزر على أن "كل شيء على الطاولة" حيث تستأنف المحادثات بعد توقف طويل بشأن قضايا منها المستوطنات الاسرائيلية ومستقبل القدس.وتعهد نتنياهو أن تظل القدس العاصمة الابدية الموحدة لاسرائيل. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل في ظل الحل القائم على دولتين.ويتعرض نتنياهو هو الاخر لضغوط من أوباما الذي يقول ان حل الصراع فيه "مصلحة أمنية حيوية" بالنسبة للولايات المتحدة في سياق محاربتها للتشدد الاسلامي المناهض للغرب.وأفادت تقارير اعلامية اسرائيلية غير مؤكدة في مطلع الاسبوع بأن واشنطن أوعزت لنتنياهو بأن بمقدور ائتلافه أن يتبنى مواقف متشددة كما يشاء فيما يتعلق بالاغراض السياسية على المستوى الداخلي على أن تكون تصرفاته تدفع عملية السلام للامام. وشكل نتنياهو ائتلافه منذ ما يزيد على 13 شهرا فقط بعد أن أخفق حزب كديما بقيادة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في جمع أغلبية برلمانية تؤهله لتشكيل حكومة.ولم تتجسد حتى الان أي تكهنات بأن ليفني قد تنضم لنتنياهو في تحالف كبير يملك القدرة السياسية على تقديم تنازلات كبرى من أجل السلام والتغلب على اعتراضات الاحزاب اليمينية المتشددة الصغيرة.ويعاني كديما نفسه من انقسامات داخلية.وقال بن اليعيزر الذي يجيد العربية والذي رافق نتنياهو ثلاث مرات في محادثات بشأن عملية السلام مع الرئيس المصري حسني مبارك انه مقتنع بأن نتنياهو مصمم على احلال السلام.وانضم حزب العمل الى تحالف نتنياهو كي يستخدم نفوذه في التأثير على الداخل "لضمان بدء عملية السلام".وأضاف بن اليعيزر أن المزاج الشعبي في اسرائيل يتحول صوب اليمين "وأن زعيما يمينيا هو وحده من يقدر على قيادة هذه النقلة الكبيرة... أعتقد أن (نتنياهو) يقدر على ذلك."