TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بجعة و 700 شهيد

العمود الثامن: بجعة و 700 شهيد

نشر في: 29 ديسمبر, 2020: 09:39 م

 علي حسين

الانتصارالأهم للشعوب السعيدة، لم يكن للصواريخ التي تطلق في الليل، ويتم استنكارها في النهار، ولا لشعارات "ما ننطيها"، بل للغة التسامح وللتنمية والإعمار والعمل والصدق، قاد العجوز كونراد أديناور بلاده وهو في سن الثالثة والسبعين واستطاع خلال سنوات قليلة أن يجعل من ألمانيا المهزومة، واحدة من أقوى اقتصاديات العالم..

وأيضا من البلدان التي تعرف معنى الإنسانية . ضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمستقبلها السياسي بعد أن جعلت من ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، من أجل أن تقف مع المهجّرين من المسلمين الذين طردتهم بلدانهم "المؤمنة" وتحتضنهم وتوفر لهم الأمان والعيش الكريم .

بالأمس ضربت ألمانيا مثلا بالرحمة حين قام فريق من عناصر الشرطة والإنقاذ بإيقاف حركة أكثر من 20 قطاراً لإنقاذ بجعة استقرت على خطوط السكك الحديدية. ربما يسخر مني البعض ويقول يارجل تتحدث عن إنقاذ بجعة، ونحن قدمنا 700 شهيد قربانا من أجل أن يظهر عادل عبد المهدي من جديد على شاشة التلفزيون يتحدث عن المؤامرة الكونية التي حيكت ضده ، وعن المنجزات التي تحققت في عهده . 

الألمان الذين ساروا ذات يوم خلف عسكري مجنون اسمه "أدولف هتلر"، هم أنفسهم الذين ساروا خلف فيلي برانت الذي اعترف بأنه عاش في ملجأ ولا يعرف من هو والده، لكنه استطاع أن يمحو آثار الماضي والكراهية بين أبناء ألمانيا، ويرفع شعار "المستقبل أولاً" . هل أنا بطران أتحدث عن تجارب الشعوب التي لا علاقة لها بتجربتنا الديمقراطية ؟. نحن قدّمنا النموذج الأمثل. وقفنا وقفة رجل واحد من أجل هيبة الزعماء، الذين لا يزالون يستنكفون من أداء اليمين كنواب، ويجدون الجلوس تحت قبة البرلمان إساءة لمنجزهم الوطني.

بالأمس أيضا ضحك العراقيون، بعد أن كان العالم يضحك على ما يجري في بلاد الرافدين، ضحكوا على بلد يخرج فيه نائب منتخب ليطالب وبصفته الرسمية بعرض موظفين كبار في وزارة التربية على أخصائي أمراض نفسية وعقلية، وفات السيد النائب أننا وبسبب برلمانه الموقر نعيش أتعس عصور الجنون، بعد أن فقدنا الأمل في الإصلاح الذي كان صرحاً من خيال فهوى، مع الاعتذار للراحلة أم كلثوم، فلا يليق بها أن أضعها إلى جانب نواب يستنكفون من الغناء ،لأنه رجس من عمل الشيطان ، فيما سرقة المال العام رزق حلال.

ليسمح لي النائب العزيز الذي أراه حريصاً ومتحمساً من أجل البناء العقلي للمواطن العراقي ، فإذا كان يفتش عن الحقيقة في ما جرى من خراب لهذه البلاد ، أن نذهب نحن الشعب والسادة أعضاء مجلس النواب إلى الأخصائيين النفسيين لنعرف من الذي يحتاج إلى أن يعرض على اخصائي امراض نفسية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram