فاضل ثامر
فقدت الثقافة العراقية في مطلع العام الجديد واحداً من رموزها وروادها ومناضليها الشاعر والإنسان ألفريد سمعان والذي يعدّ رحيله خسارة لا تعوض للثقافة العراقية.
لقد كان الشاعر ألفريد سمعان شاهداً على مراحل مهمة من تاريخنا الوطني والثقافي منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم لكنه لم يكن مجرد شاهد ومراقب سلبي بل كان ناشطاً فاعلاً وفي قلب الأحداث. فقد شارك في النضال السياسي ودخل السجن في نهاية الاربعينيات كما دخله ثانيةً بعد انقلاب ١٩٦٣ الأسود وجمعنا سجن نقرة السلمان حيث عملنا معاً على تنشيط الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية. وكان الفريد سمعان مساهماً نشطاً في تأسيس اتحاد الأدباء بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة كما كان له حضوره المؤثر عند إعادة تشكيل الاتحاد في السبعينيات من القرن الماضي وفي إعادة الحياة له بعد الاحتلال وسقوط النظام الدكتاتوري. وكان لي شرف العمل معه طيلة أكثر من عشر سنوات في إعادة هيكلية الاتحاد وبناء مؤسساته ورسم الخطوط العريضة لسياسته الثقافية والوطنية.
لقد كان الراحل مثالاً للامانة والنزاهة والعفة وكان يحرص على إدامة الحياة الداخلية للاتحاد أكثر من حرصه على بيته.
ولكل هذه الأسباب وغيرها كسب الشاعر الراحل محبة الأدباء والمثقفين العراقيين وكان صديقاً للجميع.
ووفاءً لذكرى شاعرنا الراحل أدعو الى تنظيم حلقة دراسية عنه وإعادة طبع أعماله الأدبية والشعرية.
وداعاً أبا شروق يا من نذرت حياتك لمجد الكلمة والوطن والحقيقة.