محمد حمدي
أربع بطولات خليج كروية انسلت من بين أيدينا ونحن ننتظر الظفر بالفرصة لتزدان البصرة الفيحاء وجماهيرنا الكبيرة بهذا الحدث الكروي المهيب الذي غادرنا منذ عام 1979 في بغداد وصرنا نترقبه بحرارة منذ ذلك التاريخ الى اليوم دون ان تكون هناك فرصة حقيقية للنيل بالبطولة وإن كنا حاولنا مراراً منذ خليجي 22 كتوجه صريح ومهم للفوز بتنظيم البطولة،
ولكن أحلامنا ذهبت أدراج الرياح لأسباب معظمها تتعلق بنا وليس بالأشقاء من دول الخليج وفشلنا أيضاً في تسويق الخطاب الإعلامي حينها من أعلى المستويات في اتحاد الكرة وبشواهد معروفة جداً ليس آخرها ملف التلوث لأرض البصرة .
ولكي نفهم سيناريو تفكير فريق التفتيش المُنبثق عن لجنة تقييم ملفات النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم برئاسة اليمني د.حميد الشيباني الذي ينوي زيارة محافظة البصرة في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني الحالي لتفقّد المرفقات الخاصة بالضيافة والتأكّد من مطابقتها لمعاييرها التي تم وضعها خلال الاجتماع الذي عقده رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن في الثالث من شهر كانون الأول 2019 بالعاصمة القطرية الدوحة، لا بدّ لنا أن ندرك بانها لن تختلف عن اللجان السابقة التي زارت العراق والبصرة تحديداً والتقت مسؤولي وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وحاورت الطرفين بوضوح وشروط معلنة وطالبت بإجابات موضوعية صريحة من مكان الحدث وتقييمه بما يليق بحجم البطولة، ومنها لجنة القطري سعود المهندي التي تابعناها بدقة قبل نحو سبعة أعوام يوم تقدّم العراق بطلب استضافة خليجي 22 وما وضعته من شروط اطلق عليها ( الاسئلة الثمانية حينها ) والمتعلّقة بالمطارات والطرق والفنادق والملاعب والنقل والجانب الصحّي والتغطيات وفق أعلى مستوى وكانت مداخلاتهم في كل مرّة هي ( نريد أن نرى ذلك على الأرض فعلاً وليس قولاً ) ، فالحديث عن الفنادق يتطلّب جاهزيتها من كل شيء وليس انتظار التعليمات من فرق التفتيش والطرق أيضاً تتبعها المستشفيات والخدمات الأخرى .
ولكن الذي جرى حينها هو إخفاق بنسبة 100% في إدارة ملف التعاطي مع اللجنة من الاستقبال الى الإجابات واختيار أماكن الزيارة وتعريف الوفد بها والترويج بصدق للبصرة بأنها دُرّة الخليج وتستحق أن تنال فرصتها، وليس مجرد التهويل الإعلامي وإسقاط فرض زيارة الوفد واللجنة التفتيشية بداعي أننا قدّمنا ما علينا وتكفّلنا بتنظيم البطولة ولم يكن الطرف الآخر يملك الجدية في القبول وهذا إيهام متعمد لجماهيرنا بكل تأكيد .
إننا اليوم، وإن كنا نمسك بتلابيب الفرصة وما تبقى منها أقل من شهر من الممكن أن تتحاور الهيأة التطبيعية مع وزارة الشباب والرياضة وتعد العدّة جيداً للاستقبال الذي سترافقه مباراة الديربي بين العراق والكويت وأن نستغل المناسبة أفضل استغلال وعلينا بذات الوقت أن نعلم باننا نعيش زمن فايروس كورونا والحظر وربّ ضارة نافعة فقد تخفّف عنا هذه الحالة ثقل ملف الجماهير وتواجدها، مع أن الفرضية تقع على احتمالات كثيرة في حال زوال خطر المرض، ولكن المهم أن لا تترك التطبيعية أو وزارة الشباب الملف معلقاً لحين وصول اللجنة وعليها أن تبكّر في التحضير للإجابات من وحي الخبرة السابقة التي اكتوينا بنارها ثلاث مرّات وليس لدينا القدرة لتحمل ضياعها مرّة أخرى.