TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في بلاد المايكروفون.. وبلاد السعادة

العمود الثامن: في بلاد المايكروفون.. وبلاد السعادة

نشر في: 10 يناير, 2021: 09:08 م

 علي حسين

نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة واقع يسير بنا إلى الخلف، مسؤولون يعتقدون أن المايكروفون يعطيهم فرصة ليخدعوا الناس، وليخفوا، وسط ضجيج الخطابات، ملامح العجز الممتدة في مدن وقرى العراق.

المواطن صار بسبب كثرة الخطابات يميّز بين المسؤول الحقيقي والمسؤول الساعي إلى النجومية، الأول هو الذي يعمل من أجل الناس بصمت، والثاني مصاب بهوس المايكروفونات والصراخ .

كلما أنظر إلى وجوه ساستنا أتذكر التجارب التي خاضتها الشعوب للتخلص من ثقافة المايكروفون، وأتساءل، كيف استطاعت بلدان مثل سنغافورة والإمارات والصين وكوريا الجنوبية واليابان أن تحقق كل هذا التطور في سنوات معدودات؟ قبل أيام وقع في يدي كتاب "أفكار من العالم الجديد" أصدره المركز القومي للترجمة في القاهرة، الكتاب يتناول الأسس التي قام عليها التطور في بلد مثل الصين، حيث يشرح لنا مفكر صيني اسمه "واي.. واي" الافكار التي وضعها باني الصين الحديثة دينغ شياو والتي قام عليها التطور الحديث في الصين، التي تتلخص في: أولاً: الواقعية قبل الشعارات.. أي الإيمان بقدرة حقائق الواقع على أن تشكل التغيير ومبرراته، بديلاً عن إيهام الناس بخطب غير واقعية.. وبحيث تكون أقوى من أي شعار. ومن ثم فإن تلك الواقعية هي التي حددت طرق التنمية اعتماداً على التحديث والمحاسبة.. ثانياً: المهم هو الشعب، وتلبية احتياجاته بأي طريقة.. وبكل السبل.. ثالثاً: الإدارة الجيدة بديلاً عن الإدارة الثقة.. رابعاً: تطبيق معايير الأداء على النخبة السياسية.. والتحقق من أنها تقوم بدورين أساسيين، الأول هو معالجة مشكلة الفقر، والثاني تحقيق النمو.

نقرأ تجارب الشعوب ونتحسر لأننا نعيش في ظل ساسة لا يريدون لنا أن نخرج إلى المجتمع المعافى، حيث يمكن للإنسان أن ينام على أصوات المصانع، لا أصوات الميكروفونات، العالم من حولنا يمشي ونحن أسرى شعارات سياسية عفا عليها الزمن، أُعطينا الثروة والأرض فقررنا أن نطلق النار على التنمية والتطور والمستقبل، لنعيش في ظل مسؤولين يعشقون ضياع الأمل وإهدار الحاضر، لكي نعيش معهم في الزمن الميت، بلاد مثل الامارات والصين وسنغافورة أصبحت في المقدمة، ونحن لم نقرر بعد: هل السلاح يجب ان يكون في في يد الدولة ، ام اننا بحاجة الى اكثر من جهة تدعي انها الدولة .. نقرأ خبرا يقول ان الامارات تتخطى حاجز المليون جرعة لقاح لمواجهة فايروس كورونا ، فيما نحن ننتظر متى يهل هلال وزارة الصحة !

أعتقد أننا بأمس الحاجة اليوم إلى (واي.. واي) صيني ربما يستطيع إخراج النخبة السياسية العراقية من أزمة قصر النظر، ويشير لها الى بلاد مثل الامارات ترفع شعار المواطن اولا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

العمودالثامن: كيف ننجو؟

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: ألف نكتة ونكتة عن النزاهة!!

 علي حسين يهلّ علينا السيد رئيس هيئة النزاهة مشكوراً بين الحين والآخر من خلال الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ، وقد أعلن بالأمس عن بدء المعركة مع الفساد ، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً...
علي حسين

كلاكيت: هوية الانيميشن تتطلب انتاجا نوعيا وكبيرا

 علاء المفرجي قبل أن يقدم المخرج فيصل الياسري فيلمه (الأميرة والنهر) عام 1982، وهو التاريخ الذي يظن البعض انه بداية انطلاق هذا الفن، وهذا إجحاف بحق عدد من الفنانين الذين أسهموا في هذا...
علاء المفرجي

قانون الأحوال الشخصية.. في مواجهة الامتثال إلى الماضي

أحمد الناجي استطاعت المرأة العراقية أن تحقق تقدماً ملحوظاً في منحى نيل حقوقها المدنية والسياسية، بالتزامن مع فجر العراق الجديد الذي سطع بعد ثورة 14 تموز 1958، وأصبحت معالم مسيرة الإصلاحات في هذا الشأن...
أحمد الناجي

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 4)التجربة السنغافوريةسنغافورة، دولة صغيرة تقع في أقصى جنوب شبه جزيرة الملايو، تُعرف بتنوعها الثقافي والعرقي، حيث يعيش فيها مزيج من المالاويين والصينيين والهنود وغيرهم. تتمتع سنغافورة باقتصاد قوي ومزدهر، يعتمد بشكل...
د. محمد الربيعي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram