TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: أحلام عراقية.. صغيرة

مجرد كلام: أحلام عراقية.. صغيرة

نشر في: 11 يناير, 2021: 07:55 م

 عدوية الهلالي

بعد يومين فقط من دخول الأميركان ، صحوناعلى حادث مهم في تاريخ بلدنا تمثل بإباحة المخازن الكبرى في مناطق عديدة من بغداد والمحافظات إضافة الى إباحة الدوائر الحكومية وقصور الرئيس المخلوع وكل ماكان ملكاً للحكومة الزائلة ...

كان أبناء هذه المعركة الخاسرة في نظرنا والرابحة في نظرهم قد حصلوا وقتها على لقب ( أبطال الحواسم) بامتياز ، فقد خاضوا معركتهم الخاصة تحت الرصاص باذلين كل مافي وسعهم لنهب كل ماوقعت عليه أيديهم من خيرات البلد على اعتبار أنها تمثل حصتهم في النفط التي حرمهم منها الدكتاتور السابق ..كانت نظراتهم مليئة بالتشفي وكأنهم عالجوا بالنهب حرماناً دام سنوات طويلة من أبسط وسائل الراحة والسعادة في الحياة .. يومذاك ، تحدث العالم عن ( الفرهود ) العراقي بوصفه وصمة في تاريخ العراق واعتبر المحللون ذلك التصرف جزءاً من شريعة الغاب والإباحية التي عمت المجتمعات قبل قيام الحضارة وإلا فكيف لشعب متحضر أن يحتل دوائر الدولة ويغتصب أملاكاً عامة ستعود عليه بالنفع مستقبلاً .. ..أما من شارك فيه فقد تحول الى تاجر حواسم من محدثي النعمة وربما تمكن بما لديه من مال أن يشتري له مقعداً حكومياً أيضاً ليصبح من حواسم المال والسلطة معاً ..

اليوم ، لم يعد الفرد العراقي العادي يحلم بحصته من النفط ، بل صار يحلم بشيء من الراحة فقط ..والراحة لديه هي الحصول على الأمان والراتب او العمل المضمون الذي يلبي حاجاته الاساسية فقط ..أما السكن الذي تصور أنه سيكون من أبسط مكاسبه فقد ظل حلماً وردياً وتمكن أبطال الحواسم فقط من احتلال منازل أو قطع أراض قاموا ببنائها تجاوزاً على القانون ولم تتمكن الحكومة من استعادة أغلبها حتى الآن .. 

كيف سيتصرف الفرد العراقي اليوم إذن بعد أن صار مصيره مهدداً بارتفاع وانخفاض الدولار من جهة ، وتقليص الراتب أو غيابه الطويل من جهة أخرى ..هل سيجرؤ يوماً على أن يحلم بحصته من النفط ؟ أو يضع ضميره ووطنيته جانباً ليمارس لعبة ( الفرهود) بأية طريقة كانت وينتمي الى أبطال الحواسم ؟ هل سيجازف بالخروج في تظاهرات خاسرة مقدماً لأنها مخترقة بامتياز؟ أم ينتظر فرجاً طال انتظاره وضعفت الآمال بتحقيقه ..الأسئلة كثيرة والهموم العراقية كبيرة والأزمة الحالية خطيرة أما أحلام العراقيين فستظل صغيرة جداً..وفقيرة ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram