TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: مُدَرِّبونا.. إنقاذهم واجب

معالي الكلمة: مُدَرِّبونا.. إنقاذهم واجب

نشر في: 12 يناير, 2021: 07:42 م

 عمـار سـاطع

لا احد يمكنه أن يؤكد أو ينفي أن ما يحدث لِمُدربينا في فرق الأندية، يكاد أن يكون محرقة حقيقية لهم باتجاه تسقيطهم الواحد تلو الآخر، مثلما لا يمكن لأي من القائمين على أنديتنا من أولئك الذين يدعون إنهم يصرفون الأموال لتحقيق النجاحات وخطف الأضواء، يأتي لمصلحة كرة القدم العراقية في نهاية الأمر !

جميع الذين يمسكون بزمام الأمور المالية في أنديتنا، أو يتحكّمون بمقدرات تحديد العقود والرواتب المعنية بالأجهزة الفنية، لا يفقهون شيئاً بعلم التدريب، بل إنهم بعيدون كل البُعد عن هذه المواقع المهمة جداً والمفصلية في الفريق، حتى أن (صاحب المال) لا يدرك قضايا العمل الفني، كونه متروك لأهل الشأن حاله من حال بقية مفاصل العمل الرياضي. 

للأسف هناك من العاملين في أنديتنا من رؤساء وأعضاء مؤثرين، أساءوا للمدربين بتدخلاتهم واستخدامهم لأساليب لا تمت بصلة للاحترافية، بل إن هناك من تعمّد التدخل بغرض التغيير، سواء كان إيجابياً أم سلبياً في اتخاذ القرار بإبقاء المدرب وكادره المساعد أو بالاستغناء عنه أو إجباره على تقديم الاستقالة من موقعه.

أجل.. التدخّلات وصلت الى حالة يرثى لها، وهناك من المدربين من احترم نفسه وأبقى الظاهرة غير الصحيحة تتفاقم أكثر فأكثر لأنه يحترم عمله ويتعامل بمهنية ويرفض الرضوخ لمن هبّ ودب، مثلما لا يقبل من له تأريخ عميق مع كرة القدم أن يأتي من يحسب نفسه رياضياً، وهو مجرد شخص داعم أو يملك مالاً يعمل لمصالحه الشخصية وأغراضاً بعيدة المدى أو يبحث عن الجاه، ولا يعترف بلغة الرياضة الصحيحة، بل يريد الفوز بأي ثمن كان !

ما يحصل للمدربين العراقيين في أنديتنا تحديداً، يفترض أن يصل الى الفاصلة الأخيرة، وأن تنتهي مهزلة ربما تؤثر بشكل على سمعة المدربين، فما يحدث هو حرب لقتل الإمكانيات المحلية ومحاربة المواهب التدريبية الهدف منها الإطاحة بالأسماء المعروفة أو عزلها عن الساحة الفنية من أجل ضرب معاقل المدارس الكروية الفنية واستهدافهم بأسلوب ممنهج ومخطط له، وإلا كيف يمكننا أن نُفسر الأمر على أنه ظاهرة تحدث في كل موسم !

تخيّلوا أن 12 نادياً من أصل 20 تشارك فرقها بالدوري الكروي الممتاز غيرت إدارتها من أجهزتها الفنية، وهناك من غير لمرتين وربما ثلاثة.. واقعٌ كهذا يُجبرنا على أن نقتنع بما يحصل، وإلا لماذا يكون المدرب الاجنبي بعيداً عن ظاهرة التغيير التدريبية، ومن يتصدّى للقضية هو المدرب المحلي فقط، لأنه لا يوجد من يدعمه أو يسانده ويقف معه، لا بالقانون ولا حتى بالأعراف التي يمكن أن تكون فيصلاً في نيل حقوقه على أقلّ التقديرات!

في اعتقادي الشخصي، اعتبر المدرب العراقي، صاحب حق فيما يواجهه من ارهاصات ومشاكل ومعاناة او تقاطعات من إدارات الاندية، لأن هناك من يفتعل الأزمات مع مدربينا ويصبح الحلقة الأضعف في عملية التغيير والاستبدال ويتم تغييره بجرّة قلم أو تصريح أو منشور بمواقع التواصل، كل ذلك لأن مدربنا الوطني، وطني، والأجنبي هو من يكون صاحب القدح المُعلى، وتغيير المدرب العراقي في وطنه لا يحتاج الى مؤثرات أو تأثيرات من قبل ترسانة الجيوش الالكترونية أو مافيا مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه سيكون خارج عمله في لحظات !

إن مدربينا اليوم يواجهون معضلة حقيقية، كونهم ليس لديهم الجهة التي تأخذ حقهم كأن تكون نقابة أو رابطة أو مؤسسة أو حتى جمعية تكون مدافعة عن حق المدربين وتأخذ حقوقهم المسروقة أو المنهوبة والمُغيبة أيضاً، فلا مدرب محلي نال حق الشرط الجزائي في المحاكم أو دور القضاء، كونهم لا يفقهون بتنظيم العقود أولاً أو أن هناك ما هو أشبه بـالمؤثرين على تنظيم العقود من وسطاء أو سماسرة هدفهم نيل حصصهم أو نسبهم المالية من الطرفين، وهو ما يدفعنا للمطالبة بضرورة تأسيس جهة معنية تكون مدافعة على حقوق مدربينا بغرض الاحتراف وليس البقاء كهواة ندفع بالأجنبي ليكون في الواجهة أو الرضوخ لما تقرّه إدارات الأندية في تنظيم العقود والتي يفترض أن تكون فيها حقوق وواجبات وتُطبق بنودها بما وقع من أجله كلا الطرفين !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram