TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(اللي مايعرف يركص، يكول الكاع عوجه)

هواء فـي شبك :(اللي مايعرف يركص، يكول الكاع عوجه)

نشر في: 17 مايو, 2010: 10:22 م

عبدالله السكوتي وهذا المثل هو كناية عمن يقصر في اداء واجبه، ثم يحتج بحجج واهية، ويروى في هذا ان حسن (غ)، كان قائممقاما في قضاء الشامية ؛ اشترى هذا الرجل سيارة جديدة، واخذ يقودها ولم يكن قد اتقن فن القيادة بعد، فلما مر على جسر الشامية انحرف بها فجرت معها جزءا من (الدرابزين) الخشب، فنزل من السيارة، وامسك بالجسار يضربه ويعنفه وهو يقول: (انت نصبت الجسر اعوج).
 والكثير الان لايعرفون يرقصون – عفوا- يقودون ولذا يتحججون بالارض، وفعلوا مثلما فعل القائممقام المذكور، الكثير من المسؤولين الان يحمل في جعبته كثيرا من الحجج، لم تكد عاصفة ترابية تمر على بغداد حتى تنقطع الكهرباء كليا، ومن ثم تطالع على شاشات الفضائيات ان عددا من الابراج قد سقطت ، وهذا ينسحب على النفط والتجارة والاعمار وغيرها، سبع سنين من الحجج الواهية للذين لايحسنون فن الرقص، وحتى الجانب الامني لم يخل من التحجج مع احترامنا لماتقدمه القوات الامنية من منجزات كبيرة ملحوظة على ارض الواقع، خصوصا بعد فتكها بقادة القاعدة، ولكنها مع هذا تخبىء كثيرا من الحجج حين حصول خرق امني، اما تشكيل الحكومة فهذا شيء آخر وقد يحمل علاوة على الحجج كثيرا من المفاجآت، فلقد سمت القاعدة اميرا جديدا لتنظيمها في العراق خلفا للمقبور ابو عمر البغدادي وادعت ان اسمه ابو بكر البغدادي الحسيني، وهي في هذه الالقاب المتزاحمة تريد ان تضرب عصفورين بحجر واحد، وتستغفل الناس، لكن المهم في القضية ان القاعدة سمت خلفا لاميرها اميرا جديدا ونحن بعد لم نسم رئيس حكومتنا، مع ان جميع الاشارات الواردة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تقول ان نتائج العد والفرز اليدوي جاءت مطابقة للنتائج النهائية التي اعلنتها المفوضية وهذا مايقطع الطريق على التشكيك بعمل المفوضية مع الشروع بعملية تشكيل الحكومة وترك الحجج ويكفي من الوقت ماهدرنا، اما جبال الجليد التي تعترض تشكيل الحكومة فمن الممكن اذابتها واجتيازها بالحوار وربما التوافق الذي صار سمة ديمقراطيتنا الفتية ؛ مع الايمان ان هناك ازمات مفتعلة كثيرة، لكن طرفا مهما في العراق نوه الى ان تهميش بعض الكتل الديمقراطية سيؤدي الى حدوث تمرد وربما توقفت بعض المؤسسات، وهذا كلام خطير على اعتبار ان هذا الطرف طالما توقع الكثير وتحقق منه الكثير.لانريد ان نقول ان (الكاع عوجه) مع ماموجود من اعوجاج في امور كثيرة، بل نقول ان الارضية الان اكثر ملاءمة من اي وقت مضى مع ماتحقق من انتصارات على الارهاب ووضوح الرؤى التي كانت تغلفها الضبابية، بل ان الوضوح يكتنف جل امورنا مع اننا قد عودتنا الايام السابقة وما اتت به من مآس على البكاء والتشاؤم، بحسب مايقول المثل(كثرة المصايب تعلم على البجي)، لكننا نقول بحسب ماقال الشاعر: هم علموني البكا ماكنت اعرفه/ ياليتهم علموني كيف ابتسموارضعوني لبان الحب من صغر/ حتى اذا علقت روحي بهم فطمواعسى ان يزف لنا السياسيون خبر تشكيل الحكومة كي نبتسم ونترك البكاء نهائيا لنحيا لبلادنا نعمرها ونقرأ من اجلها التراتيل ونزوق شوارعها بالفرح والامل، بدل الحفر والمطبات التي غزتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram