علي حسين
من المؤكد أن مسؤولينا وسياسيينا يمتلك الواحد منهم أكثر من جهاز تلفزيون، إضافة إلى عدد لا بأس به من "الذباب" الإلكتروني ومن المؤكد أنهم يشاهدون كيف تتعامل مؤسسات الدول مع الكوارث التي تتعرض لها بلدانها.
وأكيد أنهم تفرجوا مثلنا نحن الشعب المغلوب على امره على رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي ستدخل عامها الثمانين بعد أسابيع قليلة، وهي تصر على أن يحاكم دونالد ترامب لأنه أساء للديمقراطية، ولأن تسبب في قتل خمسة أشخاص، المرأة الثمانينية التي تحرص على أناقتها وتختار ألوان ملابسها، قالت إنها حريصة على المؤسسات الأمريكية أكثر من حرصها على نفسها.
5 أشخاص قتلوا في أعمال العنف التي جرت بعد اقتحام مجلس الشيوخ الامريكي وقفت كل المؤسسات السياسية والامنية لكي تقتص لهم من القتلة ، فيما رفض قادتنا الأمنيون الأشاوس عبور عتبة البرلمان ليجيبوا عن سؤال: لماذا في تظاهرات تشرين فقط، قُتل أكثر من 700 عراقي؟، ولماذا يُخطف الناشطون وتُرمى جثثهم على الطرقات؟
وأنا أتابع ما فعلته نانسي بيلوسي كنت أقول لنفسي: ماذا فعل مجلس نوابنا الموقر في كل جرائم القتل والخطف التي تعرض لها شباب الاحتجاجات؟، قالت نانسي بيلوسي بوضوح: لاخيار، إما تحمّل المسؤولية أو الذهاب الى البيت . فيما مسؤولونا يؤكدون لنا كل يوم أن لا أمل في الخروج من ظلام التخلف والسعي لتهديم الوطن .
ترامب محاصر بالعزل والمحاكمة، فيما عاشت هذه البلاد مع مسؤولين مأزومين يتمادون في الإنكار، ويستسهلون إلقاء المسؤولية على غيرهم..
ضياع مئات المليارات من موازنة الدولة مؤامرة تحاك في الظلام ضد النموذج الديمقراطي العراقي.. الجهات التي تعيق تنفيذ الخدمات مؤامرة إمبريالية، غياب الكهرباء شائعة تتداولها وسائل الإعلام المغرضة جميع ، شماعات يتشبث بها المسؤول هو ومقربوه.. فنراهم في كل أزمة يطلقون سيلاً من الاتهامات المبهمة.. يريدون أن "تلتهي" الناس بأحاديث مطاطية، عن الفشل الذي لا يتحمله أحد، وعن السعادة التي كانت في انتظار الشعب لو أن عادل عبد المهدي لم يقدم استقالته، وعن الشهرستاني وعبقريته التي فرطنا بها.
مئات القتلى كل شهر، والسياسي العراقي يروج لإنجازات وهمية من عينة "السيادة " حتى كاد البعض من المقربين، يطالبنا بأن نحتفل كل يوم، لأن المسؤول العراقي لا يزال يتمتع بالرفاهية والجلوس المستمر على كرسي القرار .
عودوا إلى صورة نانسي بيلوسي.. ودققوا جيداً في أحاديث سياسيينا وهم يبررون الفشل والخراب، واسألوا أين نحن، بعد سبعة عشر عاماً من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق، وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون؟