اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > نايتنغل وفلوبير كانا معاً على النيل

نايتنغل وفلوبير كانا معاً على النيل

نشر في: 18 مايو, 2010: 05:14 م

الكتاب: شتاء على النيلتأليف: أنطوني ساتنترجمة: المدىلو كان بالإمكان تتبع حركة المشاهير لاسلكياً كما يفعل العلماء بتثبيت قطعة معدنية على الطيور المراد  دراستها وبيئتها، فإننا سنجد مقابلات غير متوقعة بين أناس أصبحوا معروفين التقوا في مكان ما على غير ميعاد.الكاتب أنطوني ساتن، يتناول في كتابه،
 رحلة على النيل جمعت بالصدفة بين الروائي غوستاف فلوبير وامرأة غدت شهيرة بعدئذ وهي فلورنس نايتنغل، في سفينة عام 1849، دون أن يعرف احدهما الآخر، وقد اشترك الاثنان في تجربة واحدة كانت لها أثر كبير على حياتهما، ولكن دون أن يتعرف احدهما على الآخر.كانت نايتنغل آنذاك فتاة شابة، غير معروفة بعد وفي خلال جولاتها بين معابد الأقصر وآثارها، كان فلوبير يدور معجباً، في أماكن اللهو، شبه مسحور بالراقصات المصريات.كان فلوبير قد سافر إلى مصر من أجل التفكير في حل مشكلة اعترضت حياته الفكرية:" هل يطبع أم لا يطبع؟ عن ماذا اكتب؟ وهل قادر أنا على الكتابة؟" وكان كتابه الأخير،" إغواء القديس أنطوني" قد انتقد من قبل أصدقائه الذين طلبوا منه محاولة كتابة شيء أسهل. والتجربة الجنسية التي مرّ بها في خلال رحلته إلى مصر، أفادته كثيراً، و أوحت إليه بما كان في حاجة إليه، وبعد عودته إلى فرنسا، كتب رائعته،"مدام بوفاري".أما رحلة نايتنغل فكانت مسألة أخرى. كانت آنذاك قد رفضت عرضاً للزواج، لأنها أرادت أن تفعل شيئاً أكبر، ولكنها احتارت بدوافعها. هل كان دافعها حقيقياً أم انه مجرد طموح يمكن أن يطلق عليه،"حلم"؟ وقد ألحّ عليها الأصدقاء بالذهاب إلى رحلة النيل، للتفكير واتخاذ قرارها النهائي. وهناك استقر رأيها أخيراً. وبعد عودتها إلى الوطن، تلقت تدريباً يؤهلها لأن تكون ممرضة، وبعد سبعة أعوام من ذلك التاريخ، غدت شهيرة وطلبت من ملكة بريطانيا، إجراء إصلاحات طبية- وبالصدفة وحدها، كان ذلك اليوم أيضاً، صدور الطبعة الأولى من رواية،"مدام بوفاري". كما كتبت فلورنس نايتنغل:" علينا أن نعيش مع ندائنا الباطني، ونكمن مع أحلامنا".ودراسة انطوني ساتن نفسها لها خاصية الحلم، لا يتحدث بشكل مباشر، وعلى القارئ إيجاد العلامة بين حدث وآخر. ولكنه يظل يذكرنا بين حين وآخر إن أولئك الأشخاص الذين كتب لهم أن يكونوا عظماء، لا يمتلكون أفكاراً حول ما سيجري لهم، شأنهم شأن الناس العاديين. حركة السفينة الصغيرة على النيل، دلالة على ذلك، ومشهد ملائم لحكاية، تضم جدولين من الوعي يتقاربان، يوشكان على الاندماج، ولكنهما يفترقان مع تيار الحياة.عن/ الصنداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram