اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > كوزيما: ابنة فرانز ليست وزوجة ريتشارد فاغنر

كوزيما: ابنة فرانز ليست وزوجة ريتشارد فاغنر

نشر في: 18 مايو, 2010: 05:23 م

الكتاب: كوزيما فاغنرتأليف: أوليفر هيلمزترجمة: ابتسام عبد اللهارتبطت كوزيما فاغنر عبر الولادة والزواج بثلاث شخصيات، اعتبروا من أعظم الموسيقيين في القرن التاسع عشر. إذ كان والدها فرانزليست، عازف البيانو الهنغاري، و زوجها الأول كان عازف البيانو وقائد الفرقة الموسيقية،
هانز فون بولو، الذي قدم بفرقته العروض الأولى لأشهر الأعمال الموسيقية ومنها كونسيرتو البيانو رقم واحد لجايكوفسكي واوبرا تريستان وايزولد لفاغنر. أما زوجها الثاني فلم يكن غير فاغنر شخصياً، الذي كان له اثر هائل على الموسيقى في عصره.فهل تعني كوزيما شيئاً بحد ذاتها؟ الجواب نعم لسببين. فقد توفي فاغنر عام 1883، وهي عاشت بعده 47 عاماً، تترأس مجموعة فاغنر ورئيسة مهرجان بيروت الذي أسس من قبله. ولكن كوزيما هي جعلته تقليداً شبه ديني، حيث تعزف موسيقى الفنان الكبير والتي غدت، مع مرور الأيام،جزءاً من السمات الوطنية الألمانية، بل وبسبب كوزيما، أصبح هتلر منجذباً لبيروت واستخدام المهرجان في الدعاية للنازية.وحكاية كوزيما تستحق أن تروى، لبعدها الإنساني- خاصة إن كان الراوي كما المؤلف أوليفر هيلمز، يتطرق إلى جوانبها النفسية. لقد أهملت كوزيما في طفولتها من قبل والدها، تاركاً إياها لرعاية مربية قاسية وصارمة، وتم منعها من رؤية والدتها، وهي كاتبة فرنسية تدعى ماري دي أغولت، كانت ذات يوم إحدى عشيقات ليست. وكوزيما كامرأة شابة، أظهرت شيئاً من الصفات الاستقلالية التي كانت لوالدتها- كانت عازفة بيانو موهوبة، وعملت كهاوية في الصحافة. ولكن ليست كانت له آراؤه الصارمة تجاه دور المرأة: لقد كتب: على كوزيما أن تكون ملهمة لرجل عظيم. وكان ذلك دوراً تمسكت به بشدة. إن الأشخاص غير الأسوياء، يكونون عادة موضوعاً جيداً للحكايات، والقلة منهم كانت بغرابة ريتشارد فاغنر. ومظهرة الخارجي كما يقول هيلمز، نقلاً عنه،" إن نظامي العضوي من نوع فريد، العالم يدين لي بالكثير، أنا لا استطيع أن أعيش حياة باخ. أنا الذي بإمكاني منح السعادة للألوف."ومن الوسائل المفضلة التي كان فاغنر يتبعها في حياته تجاه الأغنياء، استنزاف آخر قرش منهم للإنفاق على مسراته وحياته الباذخة، وفي الوقت نفسه، يمضي الليل مع نسائهم. وفي قضية فان بولو، لم يكن المال هو ما حصل منه، بل الولاء. والأمر غير معقول، انه أنجب ثلاثة أطفال من كوزيما وهي ما تزال زوجة لفون بولو، وكان بولو يكبح مواهبه الموسيقية من أجل إطلاق شهرة فاغنر. وعلى الرغم من كون كوزيما امرأة بال أحاسيس وضيقة الأفق، فإنما أحست في بعض المرات بالشعور بالذنب تجاه زوجها الأول حتى نهاية حياتها. كما يقول هيلمز في كتابه، إن آخر كلمات تفوهت بها عند موتها، وكانت قد بلغت الـ92 من عمرها، قولها،"اغفر لي"، موجهة إليه. وقد يجد القارئ أمراً غريباً في تجاهل المؤلف موسيقى فاغنر أو النقاش حوله. ولكن ذلك أمر جيد، إذ أن المكتبات زاخرة بالكتب التي تبحث في هذا الموضوع. إذ فضل هيلمز التركيز عليه كإنسان وجوانبه الحياتية المختلفة ومنها السياسية، وعلاقته بالملك لودفيك الثاني- بافاريا، الذي قام برعايته.وعندما وقع الملك البافاري تحت تأثير فاغنر للمرة الأولى عام 1864، كان لودفيك شاباً حالماً، مرتبكاً، لا يفهم في الموسيقى غير القليل، ولكنه انجذب بشدة إلى موسيقى فاغنر. ولم يقم بدعم فاغنر ومهرجان بيروت لعدة أعوام فقط، بل انه كان يطلب نصائح فاغنر (ويالذعر وزرائه) حول الطريق التي يجب سلكها إزاء المشاكل التي تهدد بلاده.وفي حياة فاغنر، كانت كوزيما في خلفية المسرح، ولم تتقدم إلى وسطه الاّ بعد وفاته، مطالبة إخضاع الكل لوجهة نظرها الضيقة. كانت معاملتها سيئة جداً لقائد الفرقة الموسيقية، اليهودي هيرمان ليفي، الذي كان قد كرس نفسه لموسيقى فاغنر(المتسمة بالعنصرية) وهي كأم، وضعت توقعاتها بشكل غير منطقي على ابنها الوحيد سيغر فريد، ورشحته ليترأس مهرجان بيروت. وعلى الرغم من وضوح عدم أهلية سيغرفريد لذلك الحمل الثقيل، لم تدع غيره يتطلع إلى مكانته. وهي أيضاً لم تدع ابنتها إيزولد تتحدث في حضورها. وعندما توفيت إيزولد عام 1919، لم تسمع والدتها بالخبر الاً في عام 1929 وبالصدفة. ان الكتاب بصفحاته الـ 380، يأخذ وقتاً من القارئ يمضيه مع كوزيما. ولكنه يعتبر بحثاً لحياة غير طبيعية وأيضاً لشريحة من تاريخ الثقافة الألمانية،في القرن التاسع عشر وصالوناته الفنية.عن/ الصنداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram