محمد حمدي
مع أن المشهد المأساوي الذي هزّ العراق هزّاً عنيفاً الأسبوع الماضي من هول الجريمة الإرهابية وبشاعتها التي حدثت في ساحة الطيران وسط بغداد كان له وقع مؤثر على الجميع، إلا أن الإصرار والرد الحضاري المقابل لكل أشكال الهمجية والعنف كان رياضياً بامتياز ليخيب فعل الأشرار وتفشل أهدافهم الخبيثة!
لقد لمسنا المشهد لمس اليقين بإصرار الجماهير الرياضية البصرية التي تدين وتستنكر الإرهاب، وتقف شامخة مرحّبة بالحياة وتقدّمها باستعداد رياضي كبير مُفعم بالحياة والأمل لفوز مدينتهم باستضافة كأس الخليج بنسختها الخامسة والعشرين والتي ستعني لجميع أبناء شعبنا وجماهيرنا الشيء الكثير ليس آخرها عودة الحياة والأنشطة الرياضية والبطولات الدولية الى العراق الذي سيطلّ الى العالم بتحفتين معماريتين هُما ملعب البصرة الدولي وملعب الميناء، ولكن لدخول هذه المدينة الباسلة مرحلة الإعداد الكُلّي لتكون عاصمة الرياضة الجاهزة لاستقبال الأحداث الرياضية.
أيام مفعمة بالعمل الرائع مع مجموعات طيبة تواصل الليل بالنهار من شباب متطوّعين وقطعات عسكرية للجيش والشرطة وأمن الملاعب ودوائر خدمية تكيّفت بسرعة فائقة على العمل الذي يُلامس الرياضة والجماهير والأجمل تواجد الوزير والمحافظ والمدير ورئيس الاتحاد وغيرهم الجميع مُجنّد لدعم الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة الذي عليه أن يُجيب على أسئِلة اللجنة التفتيشية الخليجية في الملاعب والمطار والفندق والمستشفى ومرافقتهم ميدانياً لجميع الأماكن التي يقترحها أعضاء اللجنة والتي نملك حولها خبرة واسعة في التعامل مع اشتراطاتهم وطلباتهم التي نرى أنها ذات الطلبات التي قدّمت منذ ثماني سنوات واستنسخت أكثر من مرّة حتى استنفدت أعذار التأجيل والترحيل الى دولة أخرى.
إن روح الإصرار التي يمتلكها العراق لتكون بطولة الخليج بوّابة الى بطولات أخرى تنطوي على الكثير من النقاط الموضوعية التي تجعل أي أحد منّا يتساءَل عن فحوى الإصرار كل مرّة، ولماذا لا يُنظّم العراق بطولة رباعية أو غيرها ويدعو لها من يشاء مع إن بطولة الخليج هي بطولة ودّية اعتيادية غير مُصنَّفة، كما من المُمكن جداً دعوة فرق كبيرة الى العراق سبق وأن أعلنت موافقتها على الحضور مثل روسيا والصين والكاميرون؟ للإجابة عن جميع هذه الأسئلة مجتمعةً تكمن في مُسمّى بطولة الخليج ومكانتها التاريخية أولاً وللثقل الخليجي الآسيوي وتأثره وأجده الأهم في إكساب العراق الضوء الأخضر للانطلاق بعدها.
نرى أن بطولة الخليج ستكون بمتناول اليد في آخر المشوار بعد نفاد الأعذار والتقرّب الذي نعيشه اليوم مع العربية السعودية التي عزّزت تقاربها بمدينة رياضية وملعب كبير مُهدى الى العراق، والكويت التي ماإنفكَّ مسؤولو الرياضة فيها الإعلان عن حرصهم للتواجد في الملاعب العراقية فضلاً عن قطر ودورها المؤثّر وتواجدها المبكّر المشهود في البصرة، كل هذه الظروف تجعلنا نصل الى نسبة معقولة جداً من الاعتقاد بأن خليجي 25 ستكون عراقية بامتياز .
وبالعودة الى الجانب الميداني الذي وصل الذروة بتواجد الوزير درجال وغرفة العمليات الرياضية في ملعب البصرة الدولي يصاحبه إعلام غير مسبوق ربّما كان الأكبر على الإطلاق في حدث رياضي سابق سيؤكد الى العالم من حولنا مكانة جديدة للعراق الرياضي ونقلة نوعية في التغطيات المحترفة ومواكبة الفرق التي تستعد مجتمعة لإنجاح بروفة المنتخبين الشقيقين العراقي والكويتي غدا الأربعاء على ملعب جذع النخلة .
لا يسعني ختاماً إلا القول تحيّة الى جماهير العراق والبصرة الرائعة ولكل جهد غيور حريص على الإبداع والتألق.