TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وزارة السعادة القصوى

العمود الثامن: وزارة السعادة القصوى

نشر في: 27 يناير, 2021: 11:29 م

 علي حسين

بعد عشرين عاماً على صدور روايتها التي جلبت لها الشهرة والمال " إله الأشياء الصغيرة "، والتي نالت عليها جائزة البوكر، أهم جوائز الرواية العالمية، تعود الكاتبة الهندية "أرونداتي روي" إلى عالم الرواية لتصدر روايتها الثانية "وزارة السعادة القصوى" والتي تطرح من خلالها موضوعها الأثير نقد بنية المجتمع الهندي، ومحاولة النبش في تاريخه الحافل بالأزمات والصراعات.

تقول عن عودتها إلى الرواية ثانية: "طالما كنت أغضب من الأشخاص الذين يعتقدون أن لا مكان للاختلاف"، الكاتبة التي تنتمي إلى طائفة السيخ، لا تزال تقود حملة للدفاع عن فقراء المسلمين الذين ترى أنهم يتعرضون إلى التهميش، تعترف روي بأن أكثر ما يثير حفيظتها: "سماع أحدهم يصنفها بأنها صوت الذين لا صوت لهم"، فهي تؤمن بأنها صوت مكممي الأفواه، الذين لا يريد أحد سماع شكواهم " .

يدمر الثأر وثقافة الكراهية البلدان، ويجعل الناس تعيش في العتمة الدائمة، عشنا في هذه البلاد مع شعارات المساواة والتآخي، ومؤتمرات المصالحة الوطنية، لكننا رفضنا أن نلتفت إلى النماذج التي تقدمها البلدان، ونسخر عندما نقرأ أن رئيس وزراء بريطانيا يخرج على الناس ليقول إنني أتحمل المسؤولية عن ارتفاع وفيات كورونا في بريطانيا، تأمل هذا النموذج، فيما كنا نقدم نماذج لساسة ومسؤولين يرفضون الاعتراف بالخطأ، مئات المليارات من الدولارات نهبت من خزانة الدولة، مئات آلاف من الضحايا ، وملايين المشردين، ونسبة فقر التي نحاول ان ندخل من خلالها موسوعة غينيس للأرقام القياسية. ما هو السر؟ طبعاً عندما يحب المسؤول تحب نفسك أكثر من بلده ، وهذا الامر لا يمكن أن تجده في مكان آخر.

في كل مرة تبدو لي تجربة دولة الإمارات، جديرة بالتذكير بها ، ومع ما يحيط بنا من بؤس وخراب محلي، وضياع للثروات والآمال ، نجد بلاد قريبة منا تنشأ وزارة للتسامح ، وتحتفل بعد أيام باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي أعلنته الأمم المتحدة، فيما عشنا مع خطابات عامر الخظاعي عن المصالحة المستدامة والتي اسفرت في النهاية عن لجنة مهمتها ان تقيم المؤتمرات العشائرية .

لعل الانجاز الاكبر الذي حققته المصالحة المستدامة في العراق انها تغنينا عن قراءة تجارب حاسدة للتجربة العراقية، التي كان أطرف ما فيها أن عامر الخزاعي وبعد تقويم وتقييم للتجارب العالمية استطاع أن يحقق نقلة نوعية نقل فيها البلاد والعباد من "المصالحة أم طابقين" إلى "المصالحة المستدامة" التي نرفل جميعاً في خيراتها الوفيرة، ، وحتى لا يساء الظن ويعتبرني البعض معارضاً لمبدأ المصالحة، أسارع في القول بأنني مع أن تتصافى قلوب العراقيين جميعاً ومع مبدأ التسامح، ولكن على طريقة وزارة التسامح التي تسعى لتحقيق السعادة القصوى للانسان، لا على طريقة المصالحة المستدامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram