محمد حمدي
أجد دون أدنى شك إقبالاً رسمياً وجماهيرياً لدخول العراق عالم تنظيم البطولات الرياضية والتنافس في احتواء أكبر عدد منها بالرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بنا، وكانت السبب الأكبر بإحباط مساعينا الرسمية بصفتها الغالبة في التوجّه نحو هذا الهدف.
لا أخفيكم الطرح والصراحة والمسؤولية، إن ما دفعني للكتابة هو الحدث الأبرز الذي عشناه الأسبوع الماضي في لقاء المنتخبين العراقي والكويتي في ملعب البصرة الدولي، لقاء كان بمثابة بروفة حقيقية ورسالة تجشّمت وزارة الشباب والرياضة أولاً عناء إرسالها الى الأشقاء في الاتحادات الخليجية بغية تمكين العراق من الفوز بحق تنظيم بطولة خليجي 25 المقرّر لها أن تقام نهاية العام الحالي من دون أن تحدّد وجهتها بعد، وإن كنّا الأقرب لاستضافتها.
ولست هنا بصدد تقييم نجاح الحدث من عدمه، فهناك الكثير من الآراء التي تناولت بالنقد والتحليل الدقيق لحيثيات أسبوع البصرة الساخن الذي تعاونت فيه ملاكات الوزارة مع محافظة البصرة والهيئة التطبيعية وجهات ساندة أخرى حكومية في الغالب للعمل على إقامته وفق الشكل المطلوب، ولكن قد نتساءَل هنا إذا كانت كل هذه الحشود المكثفة وبإشراف وزير ومحافظ وقائد عمليات قد تكثفت من أجل مباراة واحدة، فكيف لنا أن ندير مباريات متتالية لثمانية فرق خليجية؟ وهل ستكون الآلية ذاتها في العمل؟ ثم هل تعتمد دول العالم أيضاً المعيار الذي نعتمده؟ الحقيقة أن جميع السادة المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة أو الهيئة التطبيعية أو أغلبهم لديهم اطلاع تام بآليات التنظيم ولنقل على سبيل المثال في الشقيقة قطر، ولا بدّ أن يكونوا قد شخّصوا بدقة متناهية ما يحصل هناك من طرق متطوّرة لن نخوض فيها، ولكن نخوض في أسلوبها ووسائل التدريب والشركات التي تتولّى الإدارة وتعتمد التشخيص الدقيق أولاً وتقييم الأوضاع من جميع جوانبها أو وفق ما سأعرضه في الطرح التالي لكي تعم الفائدة.
وأوّلها الاستفادة من السياحة الرياضية في تدعيم الجوانب الاقتصادية عن طريق الدعاية والترويح السياحي للآثار السياحية وارتباط الدورات بالأماكن الأثرية (كإطلاق اسم بابل) على سبيل المثال أو أور على القاعات والطرق داخل المدينة الرياضية .
يتبعها عرض ثقافة الشعوب وهو ما نحتاجه أثناء البطولات والأحداث الرياضية فلكلورياً على أقل تقدير وتدريب أعداد من المتطوّعين بأزياء شعبية لأجل التعاطي مع الحدث الرياضي، بالتزامن مع التنظيم المهني الذي لا يجعل من الفنادق والملتقيات الرياضية للفرق المتنافسة ساحة إعلامية فوضوية تعجّ بمئات المصوّرين والإعلاميين الباحثين عن أي شيء.
وفيما يخصُّ العمل الفعلي للتنظيم، لكي يتم تجاوز جميع الاجتهادات أو تلافي المفاجآت التي لم يُحسب حسابها، فإن على الجهة المنظّمة ومن يتعامل معها من شركات أو منظمين أن يراعوا سلسلة من الخطوات التي يجب إتباعها من الهيئة أو المنظمة أو الدولة المضيّفة لتنظيم أي بطولة أو مهرجان رياضي وتتمثّل هذه الخطوات بالأهم أيضاً، ونقصد تكوينها أي اللجنة المنظمة من تاريخ الموافقة على تنظيم البطولة وحتى يوم الافتتاح وتتكوّن هذه اللجنة من مجموعة من الأفراد وتتولّى مسؤوليـة إدارة البطولـة بتكليف مـن الجهة المنظمة فقد يتطلب الأمر تشكيل لجنة على مستوى الدولة خاصة إذا كانت البطولـة دوليـة أو قارية أو إقليمية، وتختص هذه بوضع الخطوط العريضة للحدث والتكلفة كحدود مالية وتسخير بعض الآليات الضرورية في الجوانب الأمنية وغيرها، وما عدا ذلك فإن مَن يتولّى المسؤولية بتراكم خبرته في الجوانب الفنية الدقيقة يجب أن يكون حرّاً في تصرّفه الاحترافي وفق قاعدة توزيع المهام وهو ما نطمح إليه ونريد أن نراه في ملاعبنا.