عمــار ســاطع
قد يختلف معي الكثير من المهتمين والمتابعين لمنتخبنا الوطني العراقي لكرة القدم فيما أذهب اليه من رأي، يُخالف الواقع أو ما نراه في النتيجة النهائية ويتطابق مع مسارات البحث عن واجهة لا تتلاءم مع فكر المدرب سريتشكو كاتانيتش، المحظوظ!
ربّما أكون من قلائِل الذين يختلفون مع البرنامج التدريبي وطريقة استدعاء اللاعبين لصفوف المنتخب وهو ما شاهدناه منذ فترة تولّي كاتانيتش لعمله خريف العام 2018، إذ أن المنطق بريء تماماً من النهج الذي اتخذه السلوفيني وأسلوب التعامل مع الحقيقة وصورة العمل!
لا أريد النيل من المدرب وكادره التدريبي، لكنني أفهم معادلة رياضية بسيطة، وهي أن المدرب الذي يريد النجاح عليه أن يعتمد على عوامل تسهم في إنجاح مسيرته شريطة تنفيذ بنود ونقاط الوصول الى الهدف وأن يتعامل مع ما هو متوفر بشيء من التجرّد وكثير من الاطلاع وقريب من الأدوات التي ستقوده للنتيجة!
نعم.. أكرّر ما قلتهُ في أكثر من مناسبة مضتْ، لكنّني اليوم أتحدّث عن الفكر العشوائي وقُصر النظر الواضح للمدرّب الذي يعيش في مرحلة التجريب الممزوجة بالمجاملات والاختيارات غير الموفقّة، إذ أنه من غير المُمكِن القبول بهكذا تخطيط يقضي على هوية منتخبنا ويُغيّر من شخصية أسود الرافدين، كما يراها هو صحيحة ويجب أن تحدث، عِبر فكّ البناء الفعلي واستبدال ستراتيجية المنتخب، كما يراها هو، دون العودة الى اقناع المحيط الفعلي لفريقنا، وأوّلها الاتحاد وثانيها الإعلام وثالثها الجمهور!
أقول.. لست ضد كاتانيتش شخصياً، لكنّني ضد تزمّته وإصراره على الخطأ الذي يتكرّر، وقد يأتي يوماً يصبح الأمر عُرفاً بعد سنوات أو نهجاً تسير عليه خطوط المنتخب التي ضاعت نتيجة افتقار المدرب ومجموعته المساهمة معه في العمل الفني للرؤى والأفكار الواضحة وافتقارها للتعامل مع روح المنتخب، مع إنني أبصم لها أنها محظوظة وبدرجات فوق المعتاد!
أتفق مع مَنْ يقول أن الفوز يُغطّي على العيوب، وأن الخسارة قد تكون مُهمّة في فترات المباريات التجريبية أو التحضيرية لمهمّة أعلى شأناً وأكثر أهمية، لكن أن تكون المباريات الاختبارية سلاحاً سلبياً لكون - كاتانيتش - لا يعرف الهدف من وراء خوضه للمباراة التجريبية، فهذه طامة يتحمّلها من يتولّى مهمة متابعة المدرب من جهة ويعرف أنه يعمل بالحظ وليس بالفكر!
تصوّروا أن هوية المنتخب ضاعتْ، بسبب عدم الثبات على العناصر التي سيعتمد عليها في مباريات التصفيات الحاسمة أمام هونغ كونغ وكمبوديا وإيران، والدليل أنه لعب آخر مواجهتين ودّيتين أمام الإمارات والكويت من دون تخطيط مُسبق لما يُريده من المباراتين أو الفائدة التي يجب عليه أن يُقيمها!
فمنتخبنا اليوم، لا يدرك ما يبغيه المدرب من خوض المباريات الودّية، مثلما لا يعرف أغلب اللاعبين فهم أسلوب اللعب الذي يتغيّر، وهو ما يعني صعوبة هضم الشكل العام لما هو مطلوب من الفريق، وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس، ففريقنا حائر بين تخوّف كاتانيتش وجُرأته بين الطريقة الدفاعية المهزوزة لفترات والأسلوب الهجومي غير المُجدي، وحتى اللعب تحت الضغط أو ربّما التنوّع الفكري الذي قد يأتي بحلول!
تخيّلوا أن المنتخب بدأ يفقد شخصيته بفضل كاتانيتش، فريقنا ضائع في النهج الذي كان عليه فاللعب عشوائي بحت، وربّما يعتمد على عنصر أو أثنين ليكونا مفاتيح اللعب، إن غاب أحدهما تغيّر الشكل العام ويبدأ بالعودة الى أسلوب اللعب الكلاسيكي برغم وجود اسماء مهمّة وأدوات فعّالة، لكنها مركونة، قد تُستثمر أو تُستغل لفترات، غير أن فرصتها أن تأتي إلا بمزاجية ونظرة المدرب الضيقة نتيجة صبغة التعالي التي يتعامل فيها مع المنتخب!
أجزم أن كاتانيتش محظوظ جداً، لأنه تحوّل من خاسِر الى مُنتصر في غضون 11 دقيقة، وكاد أن يكون تحت مطرقة المحبّين قبل الغاضبين، لكن الحقيقة تُقال، فوزنا على المنتخب الكويتي الشقيق في مدينة البصرة، جاء بسبب تراجع الغريم الى ساحته وهبوط عامل اللياقة وافتقاره لأوراق قد تسعفه أو تنقذه، بمقابل زج كاتانيتش بورقتين رابحتين، بيد أن هذا الأمر قد ينفع في مباراة أو مباراتين، لكنه لن يصيب في كل مرة، وقد يخيب لمرّات ويضيع كل شيء في لحظة ما!
أرفض تكرار الخطأ، لأن التصحيح واجب، مثلما لا أقبل بأنصاف الحلول.. وأجد أن الترقيع غير مضمون، بمقابل التوجّه على أن الأفضل هو دراسة مواقع العلّة وتصحيح الأخطاء أو تقليلها على أقل التقديرات لضمان تعديل الوضع، عندها سننجح ولو ببطء، لكنها أفضل بكل تأكيد من أن نرسم في مخيلتنا قصوراً في الهواء