TOP

جريدة المدى > عام > ماذا نقرأ..دقائق وثواني إليف شافاك

ماذا نقرأ..دقائق وثواني إليف شافاك

نشر في: 6 فبراير, 2021: 09:23 م

علي حسين

زادت مبيعت كتبها بعد ما شن عليها أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم ، متهمينها بإشاعة مفاهيم عن الجنس والدعارة في رواياتها ، قالت إن الشعبوية أصبحت هي الثقافة السائدة في تركيا ، في الوقت الذي تتلاشى فيه مفاهيم العلمانية والدولة المدنية ، واتهمت السلطات بأنها تحاول إعادة تشكيل التعليم على أسس دينية وقومية .

أغزر الكتّاب الجدد في تركيا ، منذ أن نشرت روايتها الأولى في نهاية التسعينيات ، وبعد أكثر من عشرين عاماً كتبت أكثر من عشرين كتاباً ، لا تزال تَغضب من أجل الحقوق المدنية ، تتساءل من منزلها في لندن في حوار عبر النت مع محطة بي بي سي : هل كان العالم طبيعياً حقاً قبل هذا وباء كورونا ؟ هل كان مجتمعاً مثالياً حقاً ؟ " .

إليف شافاك التي لا تزال روايتها " 10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب " على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ، تروي فيها حكاية امرأة تركية تسمى "ليلى" تبلع من العمر 40 عاماً، تعمل فى الدعارة فى اسطنبول، تُقتل بوحشية وتلقى جثتها فى صندوق خشبي في الضواحي المظلمة للمدينة، لكن فى غضون 10 دقائق و38 ثانية بعد توقف قلبها عن الخفقان يستمر عقلها فى العمل لتعيد رواية مأساتها . صحيفة التايمز اللندنية أنها رواية تثير الجمال والألم من خلال قصة قاتمة جداً".

شافاك المدافعة عن حرية التعبير، اختيرت عام 2017 كواحدة من بين اثني عشر شخصاً بامكانهم أن يجعلوا العالم أفضل ، تجد اليوم إننا بحاجة الى بناء "عالم أفضل" بعد الوباء ، وتؤكد الكاتبة المدافعة عن حقوق النساء والأقليات ، إن ما نحتاجه اليوم هو " المزيد من المعرفة والمزيد من الحكمة " .

ولدت في مدينة ستراسبورغ الواقعة شرقي فرنسا عام 1971 لأبوين تركيين ، وانتقلت في سنتها الأولى الى أنقرة. فضّل والدها الذي كان يعشق الفلسفة العيش في فرنسا ، عمل دبلوماسياً ، تولّت أمها وجدتها تربيتها ، تقول إن نشأتها في بيئة غير أبوية كان له تأثير إيجابي عليها، أضافت اسم والدتها " شافاك " الى اسمها كرد فعل على تخلي والدها عنها وهي في سنتها الأولى ، أمضت سنوات المراهقة في أنقرة ومدريد وعمان واسطنبول، وبوسطن ، قبل الاستقرار في بريطانيا ، لكنها ظلت "تحمل اسطنبول في روحها "

، قرأت بنهم الكتب التي كانت تجدها في بيت جدها ، كانت ثمة أنواع من المجلدات قرب سرير جدّتها ، في المدرسة تكتشف تشارلز ديكنز ، فتنتها روايته قصة مدينتين :" ظللت اقرأ مؤلفات ديكنز فصار هذا المؤلف الانكليزي من القرن التاسع عشر قريناً لطفلة من أنقرة تعيش أواخر السبعينيات " ، شغفت بالتصوف ، إلا أن موضوع النساء ظل يشغلها فقررت أن تكون رسالتها عن الإسلام، والنساء، والتصوف .

بين 1997 و2009 ، أصدرت عشرة كتب ، تسع روايات وكتاب أشبه باليوميات والمراجعات " حليب أسود " .. كتبت روايتها الشهيرة "لقيطة اسطنبول " عن الماضي الذي يطارد الإنسان . بطلة الرواية " زليخة " تفشل في محاولة قامت بها لإجهاض نفسها ، بعد أن اكتشفت إنها حامل من علاقة خارج الزواج ، تنجب طفلة تسميها آسيا ، ترفض الكشف عن هوية والد طفلتها ، تعيش في بيت تسيطر عليه نسوة غريبات ، الرجل الوحيد في العائلة شقيقها الذي يدرس في أميركا ، وعندما يعود يصطحب معه زوجته الأرمنية ، في الرواية تضع شافاك مقارنات بين أرمن أميركا وأتراك تركيا وهوس الطرفين بنقاء الدم. تقول بطلة الرواية آسيا :"يتحدثون دائماً عن الماضي بنسخته النظيفة فقط ، ويبتلعون كل يوم كبسولة جديدة من الكذب". ترى شافاك أن مشكلة الأتراك أنهم ينظرون الى الماضي بجهل ، ويصرون أن لاأخطاء فيه ، ويرفضون الاعتذار ،تُذكر الرواية التي صدرت في 2006 بما تعرض له الأرمن من مآسٍ ، تربعت لقيطة أسطنبول " على قائمة الأكثر مبيعاً بنسختيها الانكليزية والتركية ، لكنها لن تمر بسلام ، في صيف 2006 أقام عدد من المحامين المتعصبين قومياً في تركيا دعوى قضائية ضد شافاك لورود كلمة"إبادة"في روايتها .

تابعت شافاك رحلتها مع الرواية ، ولشغفها بالتصوف أصدرت عام 2009 روايتها الشهيرة " قواعد العشق الأربعون " ، حيث تستدعي شخصية جلال الدين الرومي وصديقه شمس التبريزي ، من خلال بطلة الرواية إيلا روبنشتاين ، ربة منزل عادية غير سعيدة ولديها ثلاثة أطفال وزوج غير مخلص ، لكن حياتها تبدأ في التغير بشكل كبير عندما تتولى وظيفة قارئ في دار نشر . أول مهمة لها كانت مهمتها فحص رواية ، عن الشاعر جلال الدين الرومي ومعلمه شمس التبريزي، مؤلف الرواية اسم مجهول في عالم الأدب ، يكتب لأول مرة ، يعيش في تركيا اسمه عزيز زهار ، سرعان ما تجد إيلا نفسها مفتونة بالرواية والرجل الذي كتبها ، حيث بدأت بمراسلته عبر بريده الالكتروني ، تسأله عن الحياة التقليدية الخالية من العاطفة والحب الحقيقي..لتنشأ بينهما قصة حب ، قالت إنها وجدت نفسها أمام تحدِ وهي تستحضر شخصية جلال الدين الرومي الذي قرأت عنه في طفولتها بواحد من مجلدات جدّتها ، وظلت تسمع اسمه يتردد في البيت ، لذلك أرادت بعد سنوات أن تستعيد هذه الأصوات التي كانت تسمعها ، تؤمن أن النساء في الغرب يتحررن بينما النساء في الشرق يتعرضن للاضطهاد طوال الوقت:" عندما كنت أكتب رواية ، أريد أن أوصل صوت هذه المرأة التي لايزال ينظر إليها بريبة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram