عامر القيسيلو ان تصريحات القيادات السياسية العراقية تتحول الى واقع لما قال عنّا احد"شمر بخير عايزهه بس الخام والطعام"ولما اضطررنا،نحن في الصحافة، ان نتحدث عن الصفقات والابواب المغلقة والتدخلات الخارجية واخيرا السباق الى الكراسي وليس الدوران حولها.
الجميع يتحدثون عن العراق الديمقراطي، وعندما ترصد سلوكيات البعض منهم تشم رائحة الاستبداد من بين معاطفهم.الجميع يتحدثون عن حقوق المواطن، ويلمس هذا المواطن كيف تداس حقوقه الصغيرة في الشارع عندما تستفزه سيارات بعض المسؤولين، أو عندما تقطع الطرق لزمن طويل من اجل مرور موكب صاحب السمو والسعادة.الجميع يتحدثون عن رفاهية المواطن، لكنهم يناضلون من اجل قطع الاراضي لهم، ويتركون احزمة الفقر تئن من جوعها ومن سكنها بشروطه اللاانسانية.الجميع يتحدثون عن محاربة الفساد، بشقيه، المالي والاداري، فتكتشف، يا للحسرة، ان البعض منهم يتستر على هذه الجرائم لان من يقف وراءها اخ او قريب او نسيب.القائمة طويلة، ونحن لانريد ان نظلم احدا على ابواب ان يصبح الماضي في جعبة"المنتهية ولايته"، ونقول ان البعض منهم"اي المسؤولين"قدم على قدر امكاناته السياسية مايستطيع، لكن حساب البيدر غير حساب الحقل.حتى عملية السباق على الكراسي، بدأ المواطن يراها مفرغة من محتواها الشعبي، اي الكرسي لخدمة المواطن، وبدت الاشياء امام هذا المواطن، باعتبار هذا النوع من السباقات الخطرة، هي سباقات من اجل المصالح الشخصية، مادام الكرسي مثلا يوفر كل اربع سنوات، ارضا مساحتها 600 متر وراتبا تقاعديا بالملايين، ونحن عباد الله الذين خدمنا الدولة اكثر من ثلاثة عقود ننتظر السلفة التي توقفت من اجل ان نسد ديوننا التي تراكمت فوق رؤوسنا بسبب التضخم الذي أكل الأخضر واليابس معا. نحن في الحقيقة لانحسد احدا، لاننا مقتنعون بأن عين الحسود فيها عود، او انها تبلى بالعمى. ونحن لانريد هذا ولا تلك. لكن الجمهور المليوني العراقي، الذي تسابقنا على كسب اصواته قبل السابع من آذار يريد تطبيق العدالة فقط.. ويريد ان تتطابق الاقوال مع الافعال... ويريد أن يشعر الشبعان"بدرد"الجوعان... ويريد ان لاينام على ايقاعات اصوات البعوض فيما ينام الآخرون على أصوات المكيفات التي"ترد الروح"في صيفنا القائض. لايريد المواطن الكريم الصابر القانع الساكت المتساهل، لايريد الا ان تتطابق اقوال المسؤولين مع افعالهم، وهي قضية في ملعبهم تماما، لانهم من يصرحون، وهم من يبنون القصور للفقراء، وهم من يحفظون حقوقهم من اي انتهاك"لاسامح الله". وهي ليست بالمهة الصعبة أو المستحيلة، وهي لاتشبه بأي حال من الأحوال عقدة اختيار مرشح لرئاسة الوزراء، فالمواطن لايريد صفقات لايفهمها. انه واضح وضوح الشمس، قدم ويقدم كل مامطلوب منه، في مقابل ان يقوم الآخرون بتقديم 10% مما يقولونه وكان الله يحب المحسنين والصادقين!
كتابة على الحيطان: 10% مــن الأقـــوال...
نشر في: 18 مايو, 2010: 09:04 م