TOP

جريدة المدى > عام > الأيقونة الأبقى في صنع الجمال

الأيقونة الأبقى في صنع الجمال

نشر في: 15 فبراير, 2021: 09:56 م

عباس الحسيني

إنها المرأة الفرنسية التي فجرت الثورة في الملبس والزي النسائي، والتي تبعتها ثورات مقلدة ، بدأت شانيل رحلتها بالتركيز على البنطلون النسائي trouser ومنه انقذت الأنوثة مما كان يعرف بالمشد النسائي corset،

جعلت شانيل من الموروث الفني غاية جمالية ، فابتدعت جماليات الجيوب pocket وابتدعت الللون المصاحب ووضعت معايير فنية واصطلاحات خاصة في عالم الأزياء. التثوير الاجتماعي نتج عن هدف جمالي خطته شانيل على مغلفها الأول ، بقولها : مع الزي البراق ، لابد من ارتداء العطر ، وهكذا حققت شانيل ثورة أخرى في طبيعة العطور perfume لتكون ذات دلالات موسمية ومكانية ، وراحت تركز على منطقة الوسط التي تركت بصمتها فيها تصاميم العهد الباروكي ، في جعل الثياب منتفخة وذات طغيان برجوازي لإحداث التعالي الطبقي في النسيج والتصميم واللون والعطر. تنبهت شانيل الى البساطة في التصميم مع دقة المنحيات وجعل خيوط الصناع بارزة للعيان كجمال إضافي . ومع الأخذ بنظر الاعتبار عموم الثورة الجمالية لباريس الأربعينيات والخمسينيات للخروج من صدى الحرب الى فخامة السلام والطمأنينة. ومع السؤال الذي يطرحه محللو الأزياء: لِمَ يبدو الفرنسي أنيقاً دوماً؟ وهي ميزة إرث إمبراطوري وملكي تمثلت في إيحاءات لويس السادس عشر والمرحلة النابليونية ، في ضرورة أن يكون الفرنسي مميزاً حتى في ساحات الحرب، حيث البهرجة اللونية لأزياء الجنود والطباخين والمسعفين والأطباء والأكاديميين، وإذا ذكرت الأنوثة ، ذكرت شانيل التي أعطت الرجولة مقاييس الثنيات على البنطلون كسمة تمييز ، كما يشير ميرين ارزالوز مدير متحف الأزياء والمؤرخ الخصب لحقب الثورات الفرنسية في عالم الأزياء والعطور .

ومع تطور الأدب خطت شانيل الى القمة بإحالة تجميعات الطبيعة اللونية في عناق الأشجار والزهور والمنحنيات النباتية لتكون على واجهة ثورتها التصميمية ، مضيفة إليها طابع الرسم التجريدي ، المعبر عن اللا دراية، وعن المكبوت المشاعري للأفراد ، في حقيقة التميز بتشكيل خارجي يرسم معالم الشخصية وطبيعتها واتجاهاتها ضمن عالم متمدن، لكنه ماكر ومتحول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram