محمد حمدي
عانت الاتحادات الرياضية بمجملها وبصورة خاصة اتحادات الألعاب الفردية من غياب المراكز التدريبية الرئيسية ومقار الاتحادات التي تجمعها لفترات طويلة، اتخذ البعض منها من الأندية مقر إقامة مؤقّت أو من بعض المؤسّسات الحكومية والمدارس والجامعات،
وكانت هذه الحالة أحد أكبر المثالب التي تُعاب على العملين الأولمبي والاتحادي من جهة وتسجّل العجز القطاعي الحكومي المتمثّل بوزارة الشباب والرياضة من الجانب الآخر، وصار معها عُذر غياب المراكز التدريبية والبُنى التحتية الحجة الأبرز في لائحة تبرير الاخفاق في البطولات الخارجية وتأجيل أو إلغاء المناسبات داخلياً.
هذه المشكلة الحقيقية تفطّنت لها وزارة الشباب قبل نحو أحد عشر عاماً في زمن الوزير جاسم محمد جعفر وتمّت مناقشتها في جلسة خاصة مع اللجنة الأولمبية والاتحادات عام 2012، ووضع التصوّرات الكاملة لإنشاء مدينة مقار رياضية تستوعب جميع الاتحادات الرياضية مع دار ضيافة فندقي جاهز لتلافي مشكلة الوفود الزائرة من المحافظات، هذا المشروع الذي نال مقبولية واسعة عُطّل كثيراً ولم يُبت فيه بصورة فعليّة سوى من محاولات خجولة أعقبت افتتاح القاعات الرياضية لمراكز الموهبة الرياضية حينها، وكانت الفكرة السائدة أن تعمل هذه القاعات بالشراكة بين مراكز الموهبة التابعة للوزارة والاتحادات المعنية أيضاً.
ملف الاتحادات، ومقارها، ومراكزها التدريبية عاد الى الواجهة بقوّة مع تسنّم الوزير درجال مهام عمله على رأس الوزارة وشروعه رسمياً في مشروع الاستثمار الرياضي مع القطاع الخاص بقوة كمنهج لا حياد عنه في الرعاية والتمويل بجميع الاتجاهات، وعدم ترك أية بقعة أرض ممكن الاستفادة منها فضلاً عن المنشآت الرياضية المشيّدة أصلاً ، ومن أوائل المشاريع التي بوشِر بها هو مشروع المدينة الشبابية ضمن مجمع ملعب الشعب الدولي في شارع فلسطين الذي شهد للمرة الأولى إقامة أحد المشاريع الرائدة في مجال الصحّة وهو مشروع الطب الرياضي والمستشفى المتكامل بخمسين سريراً لعلاج اللاعبين المصابين والتأهيل الطبي أيضاً ومشروع ملاعب التنس وقاعة البولينغ والقاعة الرياضية المغلقة وملاعب التدريب للكرة الشاطئية وغيرها ممّا أعلنَ عنه الوزير درجال بأنها مشاريع أخرى لألعاب فردية وجماعية سيتم استغلالها بالشكل الأمثل لتكون مراكز تدريبية ومقار اتحادية في قلب بغداد.
الحقيقة، ثمّة اتحادات أخرى من المُمكِن أن تُعلن عن نفسها سريعاً طالما أن الفرصة مُتاحة حالياً من المُمكن استيعاب أنشطتها وبصورة خاصة الألعاب المائية مع تواجد البحيرة التي تصلح أن تكون مقترباتها مقراً للألعاب المائية مثل التجديف والكانو والكيدو أو اتحاد البليارد والسنوكر الذي من المُمكن حصوله على قاعة مناسبة أسوة بالبولينغ، وهناك اتحادات الرماية والقوس والسهم أعتقد أنها بمجملها تحصل على مراكز تدريبية جاهزة ومناسبة خاصة وأن تكلفتها ليست كبيرة كما أعلمونا في أكثر من لقاء وهي فرصة لا تعوّض لجمع لاعبيها بمركزية مُشجّعة.
نعتقد أن اكتساب هذه المنطقة الواسعة هويّتها الرياضية لجميع الألعاب الفردية سيؤسّس حتماً الى مشاريع مستقبلية أكثر تطوّراً ونُضجاً في المستقبل القريب، ويُنهي الى حدود بعيدة مشاكل تجميع اللاعبين وإقامة البطولات المركزية حيث أعلنت الوزارة مراراً تكفّلها بجوانب الدعم اللوجستية الساندة وإمكانية حصول البطولات ومراكز التدريب والاتحادات على حق الرعاية والاستثمار والتمويل.
أخيراً، نتمنّى أن تُسارع جميع الاتحادات بأخذ فرصتها المتاحة، وتبتعد عن جانب الخوف والمُماطلَة من الاحتكاك بوزارة الشباب والقناعة بأنها مؤسّسة حكومية راعية وداعمة لقطّاعي الشباب والرياضة حسب قانونها النافذ.
* إعادة الهيكلة