TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الحنفي.. حياة مليئة بالمنجزات الفكرية

الحنفي.. حياة مليئة بالمنجزات الفكرية

نشر في: 19 مايو, 2010: 04:05 م

ولد الشيخ جلال الحنفي البغدادي سنة 1914 في بغداد محلة (البارودية) التي اصل لفظها على ألسنة الناس ( بارودچية) . اي صنّاع البارود او باعته .. كان الوضع الاقتصادي لأسرته مستقرا بعض الاستقرار ..
وبعد مرور فترة من ولادته ليست بقصيرة تم وضع رأسه في فوهة الطوب الذي كان يستخدم لغرض مدفع الافطار انذاك وهذه سنّة سنّها اهل بغداد اعتقادا منهم أن الطفل عندما يكبر يكون محبا ومخلصا لوطنه ويكون ذا شجاعة فائقة وجرأة حذقة .. وفي سن مبكرة سافر اهله الى البصرة ، وهناك كان التحاقه بكتّاب في جامع العرب ، وقد كان سفرهم بالباخرة حيث انطلقت من منطقة شريعة المصبغة التي تقع عندها اليوم عمارة تسمى بـ(الدفتردار) .. يقول الحنفي:[... كنت انظر خلال تحرك الباخرة الى البيوت المطلة على النهر في سائر المدن التي مرت بها الباخرة فاستمتع بمناظر هذه البيوت استمتاعا يذكرني بمشاهد بديلة ألفتها في صغري بمحلة (القراغول) ببغداد ].. وكانت هذه رحلته الاولى وهو طفل صغير .. يقول الحنفي عن البصرة:[... ان البصرة صارت عندي عدل بغداد شأنا ومنزلة ، فلقد وقعت فيها عيني على اناس يعلمونني الحروف ويهدونني الى معرفة السطور وقد اجللت هذا الذي كان يعلمني وتذوقت ذلك المعنى الرائع في المثل العربي الثمين " من علمني حرفا ملكني حرا" فما تلكأت لحظة واحدة عن الدوام في الكتّاب الذي كان مفضلا عندي].. كما قال الحنفي:[... سفري الى البصرة على ما يتراءى لي الان جعلني شديد الحنين الى بغداد ، ولو كنت قد صرت شاعرا شعبيا لانصرف جانب من نظمي الى التغني ببغداد بشعر عامي .. ولكني قدّر لي ان اكون كاتبا ومؤلفا فان شيئا من مجالات تصريف هذا الاختصاص اصابت منه بغداد مااصابت بحكم تعلقي بها وهو تعلق نما في نفسي بسبب الفراق المبكر .ولا يخفى ان الحنين للوطن ينشأ في كثير ممن يفارقون بلدهم على كبر لانهم يفارقون الكثير ، والطفل لا كثير له في مكان يفارقه وانما له القليل القليل ومع ذلك فانه يجد في تركه واقعا معلوما الى غيب غير معلوم شيئا يؤثر في نفسه او انه يبقي فيها بعض الاثر وقد يكون عميقا ، ومن هنا وجدتني اليوم اكتشف سرّ حبي لبغداد وانصرافي الى خدمتها فولكلوريا في الاقل].. اكمل الابتدائية عام 1930 وقد نال في امتحان البكالوريا بمادة اللغة العربية مئة بالمئة وبهذا يعد اول طالب يحصل على هذه الدرجة انذاك.. التحق بكلية الامام الاعظم وكانت كلية يقبل فيها خريجو الابتدائيات وبعد سنتين غـُيّّر اسمها الى "دار العلوم العربية والدينية" كما ازيلت عنها صفة الكلية فصارت مدرسة ثانوية على مستوى دور المعلمين.قاص ... شاعر .... محدثفي سنة 1935 تم التحاقه بالوظائف الدينية في مساجد الاوقاف .. وفي سنة 1939 كان التحاقه بالازهر الشريف بالقاهرة واذ كانت الحرب العالمية الثانية تهلك الحرث والنسل فقد اغلقت الجامعات المصرية ابوابها فعاد الى العراق عام 1940.. مارس التعليم والصحافة والخدمة في المساجد .. وفي عام 1947 صدر قرار من لجنة الحكام والقضاة بتعيينه قاضيا في محاكم العراق الشرعية .. واسس جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية في العراق سنة 1948..للشيخ الحنفي جمهرة من الفتاوى في قضايا الطلاق نهج بها نهج التيسير والتطبيق الشرعي الصحيح في معاملة قضايا الطلاق ، وذاك للذين يراجعونه مستفتين عنده في هذا الامر..اذاع الكثير من الاحاديث الدينية والادبية والتراثية وفي شأن المقام العراقي من اذاعة بغداد منذ اول نشوئها .. اتصل حين وجوده في مصر 1939ـ1940 بجمهرة من كبار علمائها ومفكريها منهم الشيخ محمد الخضر حسين ومحمد فريد وجدي ومحمد زاهد الكوثري وآخرون من اقطاب الفكر هناك.وفي العراق اتصل منذ ايام شبابه الاول بثلة كبيرة من رجال العلم والادب واللغة كان منهم امام العربية الاكبر الاب انستاس ماري الكرملي والشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي ومن اساتيذه في الجامعة الاستاذ طه الراوي واتصل بالشيخ محمد القزلجي وتعلم منه الكثير . والشيخ عبدالقادر عبدالرزاق الذي كانت له امامة الاقراء في بغداد واتصل بغير واحد من كبار المراجع المعروفين في النجف وبمشاهير رؤساء الاديان في بغداد ., سافر الى الصين عام 1966 لتدريس العربية في جامعاتها ومكث فيها حتى عام 1970 وخلال ذلك كان زواجه من امرأة عراقية وولد له في الصين ولده البكر (لبيد) واثنان اخران من الابناء  هما ( داعية وعروض) اما في العراق فولد له (عقيل) في محافظة كركوك و(واعية) ببغداد. واعيد الى الجامعات الصينية عام1975 ولبث نحو سنتين عاد بعدهما الى بغداد .. ومن الصين كتب مئات المقالات للصحف العراقية وغيرها ..نظم الشيخ الحنفي الشعر وهو في سني عمره المبكرة حيث تأثره وهيامه في اثناء فترة طفولته بسيرة عنترة بن شداد العبسي .. اذ كان يكثر منه ويقل وقد تم له من ذلك طبع دواوين ومجاميع وماتزال نسبة عالية من شعره لم تطبع بعد في ديوان وان كان معظمها قد نشر .  وآخر قصيدة نشرت له كانت خطابا موجها للمسلمين بمناسبة الحادث الاليم الذي تعرض له ضريح علي الهادي في سامراء يوم22/2/2006.. وقد اوصى اولاده

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram