TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا يكرهون الصحافة؟

العمود الثامن: لماذا يكرهون الصحافة؟

نشر في: 17 فبراير, 2021: 10:35 م

 علي حسين

تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من المواقف ضد الصحافة، وخصوصاً الصحافة الورقية المستقلة، والتي تعاني من دائين، الأول يتمثل في نقابة للصحفيين التي تريد إشاعة الجهل والخراب في "السلطة الرابعة" ، والثاني في المسؤول والسياسي الذي ما أن يسمع عن اسم صحفي من صحيفة مستقلة حتى يتعوذ من الشيطان، ولهذا هو يختصر الصحافة العراقية بصحيفة الصباح فقط، وكأننا لا نريد أن نغادر زمن جريدة " القائد الضرورة ".

كنت أتمنى أن أكتب عن "البروفيسور هيثم الجبوري" الذي قرر أن لا تخرج موازنة العراق إلى النور ما لم تراع حق أصحابه "المساكين" من مقاولي وناهبي ثروات البلاد، ولكني اكتشفت أن الكتابة عن عقلية "جبارة" مثل عقلية رئيس اللجنة المالية في البرلمان لا تهم أحداً في البرلمان ولا تحرك القضاء ليسأل من أين لك هذا؟ لأن الجميع يعتقد أن الصحافة تحارب الكفاءات وتغار منها.

يشعر السياسي العراقي بحالة من التعالي تجاه الصحافة العراقية، ولا يهمه أبدا أن تذهب الصحافة أو تبقى، ولهذا نجد معظم المسؤولين "الأشاوس"، يفتح أبوابه وخزائن ذاكرته لصحفي من جريدة عربية أو قناة فضائية أجنبية، لكنه يستنكف أن يجلس أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطه، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامته الأسئلة ويجيب عليها، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسواراً من الحديد، الكلّ يدفع من أجل نشر صورهم وهم يقصّون شرائط لمشاريع وهميّة، هؤلاء أنفسهم يستنفرون قوّاتهم، حين يُدلي موظف صغير بتصريح لإحدى الصحف العراقية، حتى أنّ معظم الوزارات أصدرت "مشكورة" توجيهات بغلق الأبواب والنوافذ أمام وسائل الإعلام المحليّة، وعلى الصحفي حين يستخدم المعلومات أن يخفي نصفها حتى لا يتعرض إلى مساءلة القانون، أو تخطفه سيارة مضللة تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية. تكفي هذه الأمثلة لكي نسأل، إذا كانت الصحافة حقًاً جهاز مراقبة كما أراد لها الدستور، فكيف تُمنع من الدخول إلى قبة البرلمان الذي هو ممثل الشعب الذي تُعدّ الصحافة جزءًا من سلطته؟!، كيف بإمكان الإعلامي العراقي أن يقدّم المعلومة وهو لا يرى الوزير حتى في الأحلام؟!

لو سألنا اليوم أي مواطن عراقي عن رأيه وهو يسمع أن الصحافة استطاعت أن تزيح مسؤولاً كبيراً من منصبه، وأنها تمكنت من وضع حسين الشهرستاني خلف القضبان بعد أن لفلف أموال الكهرباء، فقد يموت قهراً أو ضحكاً، لأن هذه الصحافة صدعت رؤوس القراء بحديث عن سرقة المال العام، وسرقت أحلام وآمال العراقيين، دون أن يرف جفن للدولة .

ما ذنب الصحافة أن اعتبرتها الحكومة ومؤسساتها مجرد شيء زائد عن الحاجة وغير معنية بمتابعة اخبار كورونا ، وان عليها ان تجلس " جنب الحيط " كما يقول اخواننا في مصر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram