اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جيوش إلكترونية

العمود الثامن: جيوش إلكترونية

نشر في: 19 فبراير, 2021: 10:08 م

 علي حسين

كان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسو ميتران قد ارتبط بالعديد من الصداقات الأدبية، ومن أبرز أصدقائه غابريل غارسيا ماركيز، ماريو فارغاس يوسا، غراهام غرين، وفي شبابه كان صديقاً لفرانسوا مورياك وألبير كامو وهمنغواي، لكنه لم يحب سارتر، وقبله كان ديغول محاطاً بالكاتبين أندريه مالرو وفرانسوا مورياك. ولكن في الخارج كان سارتر أيضاً يقف في صف المعارضة دوماً، عيّن ميتران الفيلسوف ريجيس دوبريه مستشاراً له بعد عودته من بوليفيا، حيث كان يقاتل إلى جانب تشي غيفارا.

سيقول قارئ عزيز، يارجل مالنا ومال ميتران ونحن نعيش في ظل محمد الحلبوسي الذي يريد أن يحول البرلمان إلى دكان للامتيازات والهبات والعطايا، في الوقت الذي لايعرف المواطن أين حل الدهر بمكتبة العلامة إبراهيم الجعفري صاحب المؤلفات التي تجاوزت المئتين؟، ياعزيزي قرأت في الأخبار أن مكتبة ميتران التي تضم أربعة آلاف كتاب، سيباع قسم منها في المزاد لدعم مشاريع خيرية تتعلق بالمهجرين، وقد احتفظ ابن ميتران بمكتبة والده التي تضمّ مجموعة من الكتب النادرة عليها إهداءات ألبير كامو وماركيز وهمنغواي وعدد كبير من نجوم الأدب والفكر في القرن العشرين، وأن سعر الكتاب الواحد تجاوز الخمسة عشر ألف يورو ستوضع في صندوق لدعم الأعمال الخيرية.

كيف يسقط كبار الساسة في أوروبا وأمريكا ويذرفون الدموع أمام الفضائيات؟ في سلاح اسمه المثقفون، وليس في إنشاء جيوش إلكترونية امتلأت بها صفحات الفيسبوك، فهذا جيش تابع لحنان الفتلاوي، وهذه مجموعة تتبع نوري المالكي، وجيش إلكتروني يكره العراق ويرفع شعار اليمن اولا ، وجيش آخر يرى في المواطنة رجس من عمل الشيطان .. وجيوش تكتب قصائد المديح بالسياسيين 

قال ديغول وهو يتأمل ما وصلت إليه الأمور بعد الحملة التي قادها سارتر ضده: "لم أُواجه في حياتي مدفعية بكل هذه القوة والتركيز على الهدف".

أقرأ سارتر فأرى كيف تتقدم الأمم ونحن قعود. وإذا قمنا فلكي نقاتل بعضنا البعض. دائماً محملين بأطنان من الأكاذيب وأكوام الخطب. ولا شيء سوى السبات في الجهل والتخلّف والطائفية.

ظلّ سارتر يرفع شعار "لا" لجميع أنواع الطغيان فقد ولد الإنسان حراً ليس من أجل أن يصبح رهينة لحاكم أحمق، أو مجموعة من ناقصي الخبرة الذين لم يجدوا لهم مهنة غير مهنة "جندي" متطوع في جيش الكتروني يركض وراء ما يرميه له مسؤول كبير.

منذ سنوات ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من الانتهازية والوصولية ، وكان العراقيون يظنون أن التغيير سيجعلهم يعيشون عصرا جديدا من الأمان والرخاء، ولم يكونوا يتوقعون أنهم سيعيشون في ظل جيوش الكترونية تريد منهم ان يصفقوا للزعماء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram