TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: إعلاميون..على قارعة الطرق

مجرد كلام: إعلاميون..على قارعة الطرق

نشر في: 22 فبراير, 2021: 09:17 م

 عدوية الهلالي

بعد أن تم تقليص الصحف اليومية والمطبوعات وتفييض أعداد من منتسبي المؤسسات الإعلامية الخاصة بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالبلد في عام 2016 ، وجد العديد من الصحفيين والإعلاميين أنفسهم بلا عمل ،

ثم تمكن البعض القليل منهم من العثورعلى عمل ضمن اختصاصه الإعلامي أو الفني ، بينما مارس الآخرون أعمالاً مختلفة أو لاحقهم شبح البطالة طويلاً وربما حتى هذه اللحظة ..كان سبب تقشف الصحف والمطبوعات يومها واضطرارها الى إغلاق أبوابها أو تسريح العديد من منتسبيها هو حرمانها من الإعلانات وحصرها بالصحيفة الرسمية ، لكن الإعلانات عادت بعد سنوات ولم يعد العاملون العاطلون، كما أن ظاهرة جديدة طفت على السطح لتحرم هؤلاء العاطلين من آخر فرصة لهم للعمل في المجال الإعلامي ، فقد لجأت بعض الجهات المستفيدة من الصفقات التجارية والمزايدات والمناقصات الى وسيلة تضمن لهم نجاح صفقاتهم على الرغم من أنها تسحب البساط من تحت الصحف المحلية ، وتقوم تلك الظاهرة على تأسيس تلك الجهات لصحف خاصة بها والحصول على اعتمادات من نقابة الصحفيين ودار الوثائق في الوقت الذي لاتحمل فيه تلك الصحف سمات الصحف الحقيقية فهي تنشر أخباراً مقتبسة من مطبوعات أخرى فضلاً عن حشوات منوعة ، ولايتم توزيعها أو بيعها لأن الغرض منها هو نشر إعلاناتها التجارية فقط..وظاهرة أخرى أخطر بكثير وهي افتتاح صحف مؤقتة لاتصدر سوى عدد أو عددين لمجرد الحصول على حمايات للمنشآت ، وبعد ذلك يتم إغلاقها واستلام رواتب الحمايات وأغلبها تحمل اسماءً فضائية كما يجري مع حمايات المسؤولين ..

يجري كل هذا أمام أنظار وزارة الداخلية ووزارة الثقافة ونقابة الصحفيين وتنتفع من تلك الظواهر حيتان كبيرة بينما تظل الأسماك الصغيرة من الصحفيين والإعلاميين تستجدي أجوراً هزيلة ربما تمنحها لهم بعض المؤسسات الاعلامية بلا ضمان أو وظيفة ثابتة وهؤلاء هم المحظوظون بين زملاءهم لأن البعض الآخر منهم يأسوا من ممارسة اختصاصاتهم ومنهم زميل لنا واصل البحث عن صحيفة أو قناة أو وكالة إخبارية تستثمر طاقاته وكفاءته الكبيرة في مجال التحرير والتصميم بعد تسريحه من عمله ولما عجز عن ذلك وعن إعالة أسرته اضطر الى بيع الحلوى والسجائر أمام منزله ، وعندما سألته قبل فترة إن كان قد وجد عملاً في مطبوع ما ، قال إنه انتقل في الشتاء من بيع الحلوى والسجائر الى بيع ( اللبلبي ) ..فهل ينتظر بقية الصحفيين والإعلاميين الذين لايجدون حماية أو ضمان معيشي المصير ذاته بعد أن تعصف الأزمة المالية الجديدة بما تبقى من المطبوعات وتحول العاملون فيها الى باعة سجائر ولبلبي في أحسن الأحوال ؟!..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram