محمد حمدي
لا أريد أن اتحدّث عن منتخبنا السلوي وظروف مباراته التي خسرها أمام الهند السبت الماضي، في الرمية الأخيرة من المباراة التي انتهت بنتيجة (81-78) ضمن منافسات النافذة الثالثة من تصفيات آسيا، التي تضيّفها العاصمة البحرينية المنامة لينهي مشواره التنافسي فيها.
وتعد هذه الخسارة الخامسة لسلة العراق، في التصفيات الآسيوية ، ولكن فقط أريد أن أذكر بكل ما كان يُقال قبل كل مباراة للتذكير فقط وليس عكس ذلك، فبعد كل خسارة يتحدثون عن المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب وإمكانية التعويض في المباراة المقبلة التي ستشهد تصحيح الأخطاء، ويحدث العكس بعد ذلك ونعود لنتجرّع الخسارة مرة أخرى بفارق نقطة نقطتين أكثر فالخسارة واحدة، لنعترف بذلك وليتسع صدر مسؤولي الاتحاد الذين ازعجهم تذمّر الجماهير والإعلام من الخسارة ووصفوه بألقاب ومسميات شتى.
ولكي لا أضيف على ما قيل ويقال من تحليلات انحت باللائمة على الاتحاد وإدارته وتبديل المدرّبين المستمر وقلّة الخبرة لدى بعض اللاعبين وتعثّر مباريات الدوري وعدم إقامة معسكرات ومباريات ذات قيمة كبيرة ، وإن كانت جميعها اسباب واقعية وتراسلنا الى ذات المبحث، ولكن المهم أن تستعيد سلتنا عافيتها سريعاً ويكون العلاج جذرياً.
كرة اليد تحت خط الفقر
تعد لعبة كرة اليد من الألعاب الجماهيرية في العراق بموازاة كرة السلة وكرة الطائرة وشهدت ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم تسجيل نتائج باهرة على مستوى الأندية والمنتخبات على المستويين العربي والآسيوي، ولكن سرعان ما انحدرت بحدة الى الأسفل فنياً وإدارياً ، وصولاً الى حالات الانقسام والتقاطع التي تعصف بها اليوم مع المشاكل الكثيرة التي تهددها بالمجمل.
الانقسام الحقيقي المناطقي ربما يشبه انقسامات الاتحادات الأخرى لدينا ولكنه يفوقها بالخطورة لأنه مشرعن في الخفاء ولا يمكن علاجه بسهولة، وبصورة أدقّ، الخلل الكبير في اللوائح والانظمة التي تخص الاتحادات واللجنة الاولمبية لأنها هي سبب تيسير جانب المنفعة الشخصية واستحواذ البعض على المناصب بطريقة أو بأخرى مع إبعاد وتهميش دور الهيئة العامة الحقيقية التي كانت تتكوّن من لاعبي ومدربي المنتخبات الوطنية وممثلي الاتحادات العربية والآسيوية والحكام الدوليين.
وظلّت الهيئة العامة محدّدة بالأندية فقط لخدمة مجموعة معينة، وهذا خرق فاضح أثمر عن أن أغلب الأندية صاحبة التاريخ في لعبة كرة اليد وخاصة اندية بغداد التي ألغت كرة اليد في أنديتها وهذا ما جاء من ضعف الاتحاد وعدم متابعة الأندية والوقوف معها ليخسر رصيده الكبير، وقد انتشرت بالمقابل أندية صورية لكسب الأصوات الانتخابية فقط!
محاولة أخيرة
معاناة لكرة السلة واليد والطائرة وغيرها من الألعاب الفردية هي واحدة بالتأكيد وليست وليدة اليوم والأمس قطعاً، ولكنها قطعت أشواطاً مخيفة من التراجع تشاركت فيها أسباب الفساد الإداري وقلة الدعم والخلافات الهائلة في أعلى هرم المؤسسات الرياضية التي غلبت مصالحها الإدارية على حساب الجوانب الفنية، ويقيناً أن جميع هذه المشاكل المشخصة معروفة تماماً هي وحلولها، ولكن لم تملك القيادات الرياضية الجرأة في علاجها لأن أي علاج لا بدّ لأن يكون مع طرف على حساب الآخر لذلك فإن التغيير الحاصل في اللجنة الأولمبية وما يتبعه بعد فترة قصيرة نسبياً سيكون المنفذ الأخير لانقلاب جذري في الرياضة العراقية يُلغي جميع التركة الثقيلة السابقة ويؤسّس لعصر جديد بخطط وبرامج أخرى مختلفة تماماً.