اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: شكراً كاك مسعود

شناشيل: شكراً كاك مسعود

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 07:29 م

 عدنان حسين
ما فاجأني ولا أثار استغرابي رد فعل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على ما كتبته في "شناشيل" أمس. بل لا أتردد في الزعم بأنني كنت أتوقعه تماماً مثلما كنت أتوقع إلاّ يكون له أيّ علم بشريط الفيديو الذي يتضمن أغنية تمتدحه وتشيد بمناقبه أنتجتها مجموعة كردية لبنانية.
والواقع إنني تعمدت الكتابة عن هذا الشريط لكي يصل ما أريد قوله إلى السيد بارزاني مباشرة. ولم أكن أعنيه هو شخصياً بالكلام بقدر ما عنيت الذين من حوله ممن خشيت أنهم عرفوا بأمر الشريط ولم يتحركوا لوقف تداوله لأنه موضوعياً يسيء الى زعيمهم، وهو أساء بالفعل لأن البعض استغلوه ليتبادلوا عبر المواقع الالكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات بأن الشريط هو من مظاهر "دكتاتورية" بارزاني.
السيد بارزاني اتصل أمس برئيس التحرير شاكراً الكتابة في هذا الموضوع ومؤكداً انه لم يعرف بأمره إلا من "شناشيل" أمس، وانه وجّه بالسعي لطريقة تحول دون تداول الشريط أو تحدّ من انتشاره ( بالطبع من غير الممكن وقف عرضه عبر الشبكة العنكبوتية التي لا تعرف الحدود والقيود، وهذه فضيلة كبيرة لها، فهذا الاختراع الفذّ حوّل العالم إلى دربونة صغيرة وجعله شفافاً للغاية بما يشبه الزجاج الذي جاء أبدع وصف لرقته وصفائه في البيتين المنسوبين مرة لأبي نواس وتارة للصاحب بن عباد:
رقّ الزجاجُ وراقتِ الخمرُ
وتشابها فتشاكلَ الأمرُ
فكأنما خمرٌ ولا قدحٌ
وكأنما قدحٌ ولا خمرُ).
لي تجربة سابقة مماثلة مع الرئيس بارزاني، ففي خريف العام 1999 اقترح عليّ الصديق هوشيار زيباري في لندن زيارة إقليم كردستان وحضور افتتاح المؤتمر الثاني عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني. طرحتُ الأمر على رؤسائي في صحيفة "الشرق الأوسط" التي كنت مسؤولاً عن الملف العراقي فيها فترتبت رحلة إلى الإقليم، كما رحلات عديدة سابقة، عبر تركيا (كان السفر إلى هناك شاقاً بعض الشيء لكنه ممتع للغاية).
وفي أربيل حيث عقد المؤتمر لاحظت إسرافاً شديداً في نشر صور السيد بارزاني حتى على أبدان السيارات ما تسبب في تلطخ بعض الصور بالأتربة والوحل والماء. وفي فترة الاستراحة خلال حفل الافتتاح رتّب لي زيباري لقاءً مع السيد بارزاني الذي لم أتردد في لفت انتباهه إلى ظاهرة الصور. أتذكر جيداً أن سحنته أحمرّت فيما سارع إلى الحلف بأغلظ الإيمان بأنه لا يرغب في ذلك بل انه يخجل منه. في اليوم التالي لم أر صورة واحدة له في طول أربيل وعرضها.
لا أشك في أن الرئيس بارزاني سيشدّد الآن أيضاً التأكيد على عدم نشر صوره ومنع سائر مظاهر التمجيد الشخصي، لكن الأهم من هذه الأوامر أن تنتشر وتترسخ، عبر وسائل الإعلام وداخل التنظيمات الحزبية، ثقافة نبذ التمجيد والتأليه للزعماء السياسيين ..  الثقافة التي تمنع تلقائياً الإعلاميين والشعراء والكتاب والمغنين والموسيقيين والممثلين والموظفين العموميين والعناصر الحزبية من التزلف والتملق والارتزاق.. الثقافة التي تجعل الزعيم السياسي والموظف العمومي يفكر عن قناعة بان أفضل ما يمجّده ويجلب له الفخر هو العمل الذي ينفع الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. Dr akram

    حقيقةً لم اتفاجأ بمثل هكذا كتابات لانكم مأجورون تقيضون الثمن مقابل تجميل الصورة ولكن لاأعرف لماذا تتناسون دائماً ان هناك من هو أذكى منكم وأكثر تجربة في الحياة ويستطيع أن بقرأ ما بين السطور .......فيا اعزائي كفاكم نفاقاً ودجلاً ولاتهينوا أنفسكم فمسعود رجل

  2. عبدالسلام بروارى

    الاخ العزيز عدنان هناك شريط فيديو على اليوتوب يرفض فيها الرئيس البارزاني ما عرضه اخد اساتذة جامعة دهوك منحه الدكتوراه الفخرية ويتهجم على ثقافة(صناعة الدكتاتور)كذلك رفضه لجعل يوم زيارته للجامعة هو يوم الجامعة ويتهحم على هذا النمط في التفكير. الشرط موجود عل

  3. د. جبار قادر

    لقد كتبنا عن هذا الشريط في حينه و تمنينا على السيد رئيس الاقليم ان يدين هذا المنهج الذي تقوم الدوائر المحيطة به و بغيره من المسؤولين بتبنيه، المنهج الذي لا يختلف كثيرا عن المنهج البعثي الذي تأثر بعضهم به الى حد العظم.لمن يتابع الماكنة الاعلامية التابعة لل

  4. د. جبار قادر

    لقد كتبنا عن هذا الشريط في حينه و تمنينا على السيد رئيس الاقليم ان يدين هذا المنهج الذي تقوم الدوائر المحيطة به و بغيره من المسؤولين بتبنيه، المنهج الذي لا يختلف كثيرا عن المنهج البعثي الذي تأثر بعضهم به الى حد العظم.لمن يتابع الماكنة الاعلامية التابعة لل

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram