اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > «الكبسلة» همّ ووهم جديد يباع للشباب

«الكبسلة» همّ ووهم جديد يباع للشباب

نشر في: 19 مايو, 2010: 04:35 م

وائل نعمة .....تصوير : مهدي الخالدي نوع جديد من الاوهام أصبح يروج بين الشباب، هو في الأصل أدوية صنعت لعلاج بعض الأمراض العصبية وتصرف من الصيدليات بشكل حذر للغاية ويفترض أن يشرف على تناولها طبيب مختص. نحن لانتحدث عن أنواع المخدرات التي يكون من الصعوبة تداولها وبيعها،
والخوض في اسرارها يتطلب منا اعداد ملفات وليس تحقيقا واحدا، بل نتحدث عن انواع الادوية المتوفرة في الصيدليات وعلى ارصفة الشوارع والتي تعطي مفعول المخدر وتعرف بأسم « الكبسلة».يشيرالمختصون في طب المجتمع الى خطورة هذه الظاهرة التي قد تلحق الضرر الكبير بالشباب وهم الشريحة الاكثر انجذابا لها، فيما يعدها البعض محصلة لهذا الواقع الذي يعيشة المجتمع في ظل ازمات واهتزاز للقيم التي كانت مستقرة بعض الشيء خلال عقود من الزمن، ثم جاءت الحروب والنكبات  لتؤثر هي الاخرى على نفسية الشباب، ليلجأوا الى هذه العقاقيرالتي يلتمسون منها الهروب من الواقع. ويأتي إلى جانب ما ذكرناه انتشار تعاطي بعض الروائح الطيارة كالبنزين والغراء والأصباغ وغيرها، وتشترك هذه المواد بصفات مثل فقدان التركيز بدرجات عالية على الجسم ومراكز الشعور فيصبح من يتعاطاها بحالة مزرية!!rnالعوامل الاجتماعية الدكتور(عباس عبيد سلطان) (اختصاص طب مجتمع) يتهم العوامل الاجتماعية بأنها هي التي تدفع بالشباب الى تعاطي العقاقير الطبية الى جانب تأثير البيئة على دوافعهم  وتوجهاتهم ويؤكد أهمية البيئة الأسرية وبيئة العمل والتي تعد من المؤثرات الاساسية.فيما يقول (س. ع)، طالب جامعي، و احد متعاطي هذه الحبوب « أن الكآبة والازمات النفسية الحادة هي التي تدفعنا الى اللجوء الى هذه العقاقير التي تنسينا جانبا من واقع هذه الازمات وعدم التفكير بمستقبلنا المجهول. ويصف حالة الميول الى هكذا نوع من العقاقير بسبب فقدان الامل لدى الشباب في ظل هذا الغموض الذي يحيط بمستقبلهم، «وها نحن على ابواب التخرج وقد رأينا قبلنا زملاءنا بلا عمل ولا هدف».rnمرحلة الاحتراق الصيدلاني محمد حسين، صاحب صيدلة (الشفاء)  يقول «المرحلة التالية الأخطر بعد تناول الحبوب هي مرحلة الاحتراق، وذلك عندما لا يشعر المدمن بالنشوة، بل يلجأ إلى التعاطي القسري الذي لا يخضع للسيطرة إلا بعد أن يحصل على مادة مخدرة جديدة». لكنه يؤكد أن «هناك علاجا لمن لديه القدرة والعزم»، مضيفا «هناك الكثير من المدمنيين  لجأوا الى العلاج وبعضهم شفي والبعض الآخر يتهرب من العلاج، ولكن الصعوبة تكمن في هذا النوع الجديد من الشباب التائه الذي لا يعرف ما يجري حوله وما يريد ويرفض العلاج».وعن آثارها الجانبية يقول: ان استمرار تناول هذه الحبوب يعطي تأثيراً كـ (النشوة) يؤدي الى حالة ادمان لدرجة انه اذا لم يحصل عليها (أي المدمن) فسيعاني قلة النوم والهيجان والقلق النفسي، ولذلك يحاول الحصول عليها وبأية وسيلة، وان جرعة كبيرة من هذه الحبوب تؤدي الى تشوش الوعي والهلوسة وعدم الاحساس بالمحيط الخارجي.الدكتور حسين مراد، أخصائي بالأمراض النفسية يقول « في الآونة الأخيرة بدأنا كاختصاصين نلمس مضار هذه الظاهرة بشكل واضح وخاصة في السنة الأخيرة، والمشكلة إن هؤلاء المنحرفين يعتمدون في الأساس على نوعية الحبوب التي نوصفها كمهدئات أو مسكنات لبعض الحالات المعينة والتي يجب أن يتم الأشراف المباشر عليها من قبلنا مثل «الماكدون» و»البيترونيات» و»المييرويميت» وبعض مشتقات المورفين، وعموماً فهي تشترك جميعها تقريبا في تأثيرها الواضح على الجهاز العصبي ككل والدماغ بشكل خاص، وهذه كارثة حينما يصل الشخص إلى درجة تحويل وسيلة شفاء إلى وسيلة لدماره، لذا فان التوعية الدينية والصحية والنفسية بشان تأثير الإدمان على صحة وسلوك الفرد والمجتمع المحيط به بالإضافة لدور وسائل الأعلام، تعتبر جميعها من الوسائل المهمة لمكافحة هذه الآفة التي تستنزف المجتمعات وتهدر القدر الكبير من طاقة شبابه. وحول امكانية الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة قال «نعتقد ان وضع حلول تتلخص في حصر صرف الادوية للاطباء المعالجين والسعي الى ترفيه الشباب وتوفير فرص العمل لكي نقلل منابع القلق لدى هذه الشريحة المهمة من المجتمع والتي تلجأ الى هذه الطرق بسبب اليأس والاحباط، من بين الطرق العلاجية».rnتأثيرات العقاقير المهدئة تتباين تأثيرات العقاقير التي تستخدم كمخدرات  بحسب العمر ونوع الدواء واستخدامه، حيث تقول الصيدلانية علا عماد صاحبة صيدلة عماد  «الجسم ممكن أن يتحمل تأثيرها السلبي لفترة قصيرة ما يعني إن الجرعة يجب أن تزداد بعد الاستعمال الأول لإحداث التأثير نفسه الذي حدث في المرة الأولى من قبل المتعاطي، كما إن من مثل هذه العقاقير قد تضر المستفيدين الحقيقيين صحياً منها، كذلك فأننا نعرف إن المدمن لا يحتاج ولا تنقصه الحيلة لإشباع نهم الإدمان المدمر، لذلك فان الحلول يجب أن تأتي عن طريق الحفاظ على الحدود

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram