علي حسين
صباح الحياة يا ذي قار، أيتها الحمدينة المغلوبة على أمرها، المخدوعة حين اعتقدت أن مسؤوليها سينظرون إليها باعتبارها مدينة الفرح، فيما هم مصرون على أن تعيش في ظل الخراب والدم.
صباح الحياة يا مدينة الشعراء والمطربين والمفكرين ، وأنت تعيشين في ظل مسؤولين يجعلون من الحق جريمة، يعدون ولا يفون، السياسة في عرفهم سعي محموم وراء الأطماع وتعاون مع الإثم وتحالف ضد الصدق، ثروتهم الضلالة، يحاربون بكل ما أوتوا من أجهزة قمع للدفاع عن قيم التخلف والظلام.
صباح الحياة يا ناصرية الحبوبي الثائر ، حضيري أبو عزيزناثر الفرح وأنت تنظرين كل يوم إلى وجوه مسؤولين نامت ضمائرهم وشبعت نوماً، سياسيون بعقول متحجرة من الماضي، منفصلون عن أحلامك، يفتحون أبواب خزائنك أمام السراق والمزورين والانتهازيين.
صباح الحياة أيتها المدينة ياشبيهتنا في الأسى، اليوم أنت وأبناؤك وجوهكم شاحبة ومتعبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيي الصدفة الذين سرقوا أحلامك وأحلامنا، وجعلوا منك رهينة بيد مجموعة من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة.
صباح الحياة أيتها المدينة التي عارك فيها فهد الحياة ووقف بوجه الاستبداد فقد كنت مخدوعة حين تصورت أن الديمقراطية ستقدم إليك نواب يبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال، كنت مثلنا مخدوعة حين اعتقدت أن الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى الأغنياء، صدعوا رؤوسنا بخطب عن دولة العدل فيما هم ينتهكون العدالة في وضح النهار.
صباح الحياة فقد اكتشفنا معك أمس وبعد سبعة عشر عاماً عجاف عشناها في ظل جنرالات الطائفية.. أن لا بصيص أمل يرتجى من مثيري الحراق واصحاب الكواتم
صباح الحياة وأنت ترفعين كل يوم شعار دعوا أبنائي يعيشون.. فقد كنت ومازلت وستبقين ضد أمراء الحروب، ضدهم جميعاً، مهما كانت مواقفهم ومبرراتهم.
صباح الحياة، ستبقين معنا ونبقى معك، سنحميك وتحمينا، نمنع عنك الموت وتمنعين عنا الأسى، صباح الحياة، ستبقين عصية على جلاديك، المصرين على فرض العتمة والخراب وتحويل العراق إلى قبر جماعي.
صباح الحياة، يا مدينة، وأنت تتشحين بالسواد والصمت، لكنك ترفضين أان تنزلقي نحو عصور الظلام.. والعتمة!، وتصرين على أن تتنافس فيك الأحلام والآمال.
صباح الحياة، ستنتصرين وننتصر معك على كل منتفعي السياسة وأمراء الحروب، وسنحول شوارعك إلى أسرة لنا، سنتقاسم معك رغيف الحياة.
صباح الحياة، وأنت تقدمين كل يوم قرابين من أبنائك ضحايا لعقول متحجرة.
صباح الحياة وانت تعلمين ابنائك أن لا استقرار لوطن يمارس فيه المخادع وظيفته بقوة القانون، وعلينا أن نقولها مرة ومرتين وإلى ما لانهاية، إن القتلة ومن يقوم بحمايتهم يجب أن لا يفلتوا من قبضة القانون.