TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: طهران × انقرة = عراق صامت

العمود الثامن: طهران × انقرة = عراق صامت

نشر في: 28 فبراير, 2021: 09:32 م

 علي حسين

يقول الخبر الأول إن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بعث رسالة إلى "بعض ممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق دعاهم فيها إلى عدم التدخل فيما لا يعنيهم"، أما من هم ممثلي البعثات ، فالأمر متروك للمواطن..

فليس من حق رئيس البرلمان أن يقول إن على أنقرة وطهران أن لا تعتبرا العراق محافظة تابعة لهما، ويؤكد الخبر الثاني أن السفير الإيراني في بغداد طالب تركيا بعدم التدخل في شؤون العراق، أما الخبر الثالث ففيه يرد السفير التركي في بغداد على سفير الجارة إيران ليقول له: "سيكون سفير إيران آخر من يلقي محاضرة على تركيا حول احترام حدود العراق".

يا سادة مبارك أن رئيس البرلمان انتفض وثار، في الوقت الذي صمت فيه البرلمان على هذه الإهانة، أما القوى السياسية فهي والحمد لله موزعة الولائات بين طهران وأنقرة.

أتمنى، فقط، وأعرف أن التمني بضاعة المفلسين أمثالي، أن يتخذ ساستنا قراراتهم دون الرجوع إلى طهران أو أنقرة.

اليوم إيران تريد أن تجلس أمام الشيطان "بايدن"، تفاوضه لتنتزع منه اتفاقاً لوضع طهران في نادي الدول النووية، والسلطان أردوغان يغض الطرف عن جنود "الخليفة"، وقصف سنجار، فيما بلاد ما بين النهرين يراد لها أن تنتظر الفرج !!، نحن ياسادة منذ عقود نعلم أبناءنا أننا أمة الصمود والتصدي، لكننا في وسط الطريق لم نعرف الفرق بين دولة القانون ودولة العدالة، فاخترنا الأسهل، الهتاف لانقرة او طهران .

للأسف نجد اليوم أن هموم العراقيين ومعاناتهم وضعت كآخر سطر في أجندة الساسة العراقيين، فهم يحتدون ويتعاركون من أجل البحرين ويتباكون في الفضائيات عن الحوثيين، ويرفعون شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وتحت أنظارهم يعيش أكثر من نصف العراقيين تحت خط الفقر، يتفرجون على الناس وهم أسرى احتياجاتهم، لكنهم يزعقون في الفضائيات دفاعاً عن ناشطة سعودية، فيما وتقتل تحت أعينهم ناشطات عراقيات ويختفي شباب في دهاليز الظلام.

ياسادة، العراقي يحتاج ليكون ساذجاً تماماً وربما فاقداً للذاكرة لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن الأمن وحماية الحدود وتدخل دول الجوار، فالناس تدرك جيداً أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة، ويدركون أن كثيراً من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وأن البعض من الأحزاب السياسية ساهم في اختراق الأمن الوطني للعراق.

هل سنظل غارقين في القضايا الكبرى، كالعلاقة المستقبلية بين طهران وأنقرة؟ أم سندخل عصر القضايا البسيطة، كتوفير الأمن والأمان، وفرص العمل لآلاف العاطلين؟ دعونا من خرافة السيادة وتوابعها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram