علي حسين
كنت أنوي الكتابة عن خبر مثير حدث في جارتنا الأردن حيث صدر قرار بإقالة وزيرين لحضورهما مأدبة طعام في أحد المطاعم متجاوزين العدد المسموح به على الطاولة "خلافا لأوامر الدفاع" المتعلقة بمكافحة فايروس كورونا.
لماذا الخبر مثير؟، لأنني أنتمي إلى بلاد يقوم فيها سياسي بإقامة احتفال انتخابي يحضره المئات ، دون أن يقول له أحد: لماذا لا تطبق عليك القانون مثل عباد الله الفقراء؟.
عشنا في الأيام الأخيرة مع المعركة التي دارت حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث خرج علينا بايدن ومعه وزير خارجيته والحكومة الأمريكية بكامل عدتها لتفتح ملف مقتل الصحفي السعودي، وليقف بايدن أمام عدسات المصورين يبكي على الحريات وينوح على الديمقراطية ، وقبل أن يعتقد البعض أنني أسخر من عملية قتل خاشقجي، أقول في هذه الزاوية كنت وما زلت متعاطفاً ومتضامناً مع كل إنسان يتعرض للقتل سواء جمال خاشقجي أو غيره، ولكننا ياسادة ياكرام عشنا في هذه البلاد فصولاً متواصلة من القتل والتغييب دون أن يخرج علينا بايدن ومن معه يستنكرون ويتوعدون، بل إن السيد بايدن وفي ظل رئاسة باراك أوباما، كان يعتقد أن بلاد الرافدين من دون نوري المالكي سينتهي، ولهذا طرح فكرة تقسيم العراق.. وفي زمن نائب الرئيس بايدن قُتل مئات الأكاديميين العراقيين وغُيبت عقول كبيرة دون أن يرمش جفن للسيد بايدن، بل ربما كان يعتقد أوباما ومعه بايدن بأن أصحاب الكفاءات ماتوا بسبب ارتفاع ضغط الدم، أو بسبب نوبة سكر أو بحادث سيارة .
تعودنا منذ سنوات على الصمت الأمريكي تجاه ما يجري في العراق، ومنذ أن أعلن "الحاج" باراك أوباما، ومعه "الحاجة" هيلاري كلنتون، أن شعوبنا المغلوبة على أمرها لن يحكمها سوى الأخوان المسلمون، وأن الباب يجب أن يُفتح أمام الأحزاب الدينية.. وأن ترفع أمريكا شعار "نموت نموت ويحيا الماكي الغنوشي و الشاطر".
ما فعلته إدارة أوباما، وكان أبرز مسؤوليها السيد جون بايدن، في العراق ومصر وليبيا يثبت أن هذه الإدارة أرادت أن نبقى شعوبا تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز، سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتماً هناك من سيسخر ويقول، الآن أصبح بايدن متآمراً.. لا ياسادة إنه تآمر منذ اللحظة التي منح فيها نوري المالكي تفويضاً لأن يضع دباباته أمام من يختلف معه من الساسة، وأعطى الضوء الأخضر لائتلاف دولة القانون للتحكم برقابنا.
لم تعد أرقام الضحايا مهمة ولا حجم الخراب الذي سببته إدارة أوباما، ولم يكن غريباً أن تراق دماء الآلاف من العراقيين دون أن تهتز مشاعر السيد بايدن ، وكأن الدم صار له أكثر من معيار.