اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا خاشقجي؟!

العمود الثامن: لماذا خاشقجي؟!

نشر في: 1 مارس, 2021: 10:15 م

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن خبر مثير حدث في جارتنا الأردن حيث صدر قرار بإقالة وزيرين لحضورهما مأدبة طعام في أحد المطاعم متجاوزين العدد المسموح به على الطاولة "خلافا لأوامر الدفاع" المتعلقة بمكافحة فايروس كورونا.

لماذا الخبر مثير؟، لأنني أنتمي إلى بلاد يقوم فيها سياسي بإقامة احتفال انتخابي يحضره المئات ، دون أن يقول له أحد: لماذا لا تطبق عليك القانون مثل عباد الله الفقراء؟.

عشنا في الأيام الأخيرة مع المعركة التي دارت حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث خرج علينا بايدن ومعه وزير خارجيته والحكومة الأمريكية بكامل عدتها لتفتح ملف مقتل الصحفي السعودي، وليقف بايدن أمام عدسات المصورين يبكي على الحريات وينوح على الديمقراطية ، وقبل أن يعتقد البعض أنني أسخر من عملية قتل خاشقجي، أقول في هذه الزاوية كنت وما زلت متعاطفاً ومتضامناً مع كل إنسان يتعرض للقتل سواء جمال خاشقجي أو غيره، ولكننا ياسادة ياكرام عشنا في هذه البلاد فصولاً متواصلة من القتل والتغييب دون أن يخرج علينا بايدن ومن معه يستنكرون ويتوعدون، بل إن السيد بايدن وفي ظل رئاسة باراك أوباما، كان يعتقد أن بلاد الرافدين من دون نوري المالكي سينتهي، ولهذا طرح فكرة تقسيم العراق.. وفي زمن نائب الرئيس بايدن قُتل مئات الأكاديميين العراقيين وغُيبت عقول كبيرة دون أن يرمش جفن للسيد بايدن، بل ربما كان يعتقد أوباما ومعه بايدن بأن أصحاب الكفاءات ماتوا بسبب ارتفاع ضغط الدم، أو بسبب نوبة سكر أو بحادث سيارة .

تعودنا منذ سنوات على الصمت الأمريكي تجاه ما يجري في العراق، ومنذ أن أعلن "الحاج" باراك أوباما، ومعه "الحاجة" هيلاري كلنتون، أن شعوبنا المغلوبة على أمرها لن يحكمها سوى الأخوان المسلمون، وأن الباب يجب أن يُفتح أمام الأحزاب الدينية.. وأن ترفع أمريكا شعار "نموت نموت ويحيا الماكي الغنوشي و الشاطر".

ما فعلته إدارة أوباما، وكان أبرز مسؤوليها السيد جون بايدن، في العراق ومصر وليبيا يثبت أن هذه الإدارة أرادت أن نبقى شعوبا تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز، سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتماً هناك من سيسخر ويقول، الآن أصبح بايدن متآمراً.. لا ياسادة إنه تآمر منذ اللحظة التي منح فيها نوري المالكي تفويضاً لأن يضع دباباته أمام من يختلف معه من الساسة، وأعطى الضوء الأخضر لائتلاف دولة القانون للتحكم برقابنا.

لم تعد أرقام الضحايا مهمة ولا حجم الخراب الذي سببته إدارة أوباما، ولم يكن غريباً أن تراق دماء الآلاف من العراقيين دون أن تهتز مشاعر السيد بايدن ، وكأن الدم صار له أكثر من معيار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram