TOP

جريدة المدى > عام > نديم

نديم

نشر في: 5 مارس, 2021: 08:33 م

شعر: أديب كمال الدين

 

كنتُ أقرأُ شِعْري لكَ

وأنا في أوّل الحرفِ والأغنية

وأنتَ في مُقتبلِ العنفوان.

كنتَ تَسكرُ من شِعْري

حتّى تزاحم قصيدتي كأسَك

فتذهلُ مِمّا أقول.

ذهولُكَ كانَ يدهشني

فأطيرُ معكَ في سماءِ القصيدة،

في سماء لا تعرفُ الغيم،

ولم تتعرفْ بعد

إلى سوادِ الظّلامِ المُخيف.

*

لا كأسكَ نفعتْ

ولا حروفي استطاعتْ أن تواجه

طوفانَ حروبِ العبث.

فقد ولّى زمانُ الشّبابِ سريعاً،

وقضى أزيزُ الحُروبِ على الأغنية

فسقطتْ طائراً من دون رأس.

*

في آخر مَرّةٍ التقيتُكَ

قلتُ لك:

أضحتْ حروفي من دونِ نقاط،

وأضحى جناحي من دونِ ريش،

وأضحى، وأضحى...

كنتَ عبقريّاً بصمتِك

فلم تبحْ بالسرِّ الذي دروَشَ روحي

وجعلني أتدحرجُ على الأرض

مثل حقيبةٍ تُلقى من قطارٍ سريع.

بل نظرتَ إليَّ بهدوء نبي،

نظرتَ إلى سرّي الذي شقَّ صدري

حتّى سقطتْ دمعتُكَ في الكأس،

الكأس التي ستغتالُكَ يوماً فيوماً

حينَ تقودُكَ يوماً فيوماً

إلى سوادِ الظّلامِ المُخيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram