TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لفتة انسانية

العمود الثامن: لفتة انسانية

نشر في: 6 مارس, 2021: 09:33 م

 علي حسين

دائماً ما يلومني قرّاء أعزّاء وهم يقولون بمحبّة: هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ وأنهم سيطيلون النظر في سطورك التي تُحشيها بتجارب الشعوب، وحكايات عن سنغافورة وألمانيا وطوكيو؟ وتتغنى بتجربة الإمارات العربية..

أنا أيها الأعزاء أطمح لأمر واحد، هو أن أجد أمامي نواباً وساسة يعرفون معنى المواطنة ، لا أقبل أن يتحسّر العراقي وهو يسمع أن البصرة اغنى مدن المنطقة تعاني من سوء الخدمات وشبابها بلا عمل، وعلى مرمى حجر منها، تستقرّ مدن مثل ودبي والكويت وأبو ظبي والشارقة حيث يتسابق حكامها في التنمية والإعمار والازدهار.. ونحن شاهدنا التنمية والإعمار فقط عندما حطت طائرة بابا الفاتيكان في مطار بغداد !!.

يا أصدقائي الأعزّاء، أنا وأنتم مواطنون في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة وزيرة خارجية البيرو التي أعلنت استقالتها بعد ساعات من خبر يقول إن موظفينن في وزارتها تلقوا لقاح كورونا قبل المواطنين، من منا سمع أن وزيرا عراقيا قدم استقالته ؟ وربما كنا نضحك على بعضنا حين توهمنا أن الوزيرة المؤمنة عديلة حمود ستقدم استقالتهاوندمها بعد أن أكلت النار عشرات الأطفال الرضع في مستشفى اليرموك.

تعودنا في هذه البلاد ان المسؤول يعاني دائما من تلبد في المشاعر الانسانية ، لا تهمه ارقام الفقر وحجم الخراب ، المهم حجم الارصدة التي حصل عليها من خلال عملية نهب منظم ، وتعودنا في هذه البلاد ان الحيتان لايهمم اذا ما مات الالآف من العراقيين .

بالأمس كنت أنظر إلى وجوه ساستنا وهم يستمعون إلى ما قاله البابا فرنسيس وهو يطالب بالتصدي "لآفة الفساد" و"إشاعة العدالة الاجتماعية" ، تذكرت وجوه فقراء بلادي الذين يعيشون منذ سنوات في ظل وعود كاذبة، ومشاريع وهمية عن الإسكان والتنمية والصحة والتعليم والكهرباء كل يوم تسرق أموال البلد، في كل مرة يخبرنا المسؤولون أن على الفقراء والمعدمين وحدهم أن يتحملوا أكثر مما يتحملون، وبالأمس أيضا شاهدت الفرحة على وجوه عائلة الطفلة العراقية " لافين إبراهيم جبار"، التي تلقت اغلى عقار في العالم تتجاوز كلفته المليونين دولار، وأتمنى أن لا يتوهم البعض ويعتقد أن وزارة الصحة العراقية تكفلت بعلاج الطفلة، أو أن الملياردير حمد الموسوي كان أول من أعلن عن تبرعه للطفلة، بعد أن لفلف مليارات الدولارات من مزاد العملة. . لا ياسادة الذي انقد الطفلة العراقية مسؤول يعرف قيمة الحياة ، ويدرك ان مهمة الحاكم هي رعاية الناس حتى وان لم يكونوا من مواطنيه .

حاكم دبي محمد بن راشد الذي اعاد البسمة الى الطفلة العراقية " لافين " اثبت انه استاذ في الانسانية والحياة .. واثبت ان المسؤولية خليط من العدالة والمحبة ورضا الناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram