TOP

جريدة المدى > محليات > مسؤولون وناشطون يتوقعون انتعاش السياحة الدينية والآثارية بعد حج بابا الفاتيكان

مسؤولون وناشطون يتوقعون انتعاش السياحة الدينية والآثارية بعد حج بابا الفاتيكان

نشر في: 7 مارس, 2021: 10:11 م

 ذي قار / حسين العامل

توقع مسؤولون وناشطون في محافظة ذي قار يوم أمس، أن تشهد محافظة ذي قار انتعاشاً للسياحة الدينية والآثارية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية والحج الى بيت النبي إبراهيم الخليل، وفيما دعو الحكومتين المحلية والمركزية لإيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع السياحي استعداداً للمرحلة المقبلة، أشارت مفتشية آثار ذي قار الى مباشرة منظمة (جسر إلى) الإيطالية بمشاريع بنى تحتية للسياحة في محيط مدينة أور الأثرية.

وكان الحبر الأعظم بابا الفاتيكان فرنسيس قد أقام ، يوم أول أمس السبت، قداساً دينياً وصلاة مشتركة لأتباع الديانات العراقية في بيت النبي إبراهيم الخليل ورعى لقاء الأديان في مدينة أور الأثرية ( 18 كم) جنوب غرب مدينة الناصرية.

ويرى مفتش آثار ذي قار طاهر كوين أن «زيارة بابا الفاتيكان التاريخية لمدينة أور الأثرية وبيت النبي إبراهيم الخليل يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة للسياحة الدينية والأثرية والترفيهية في عموم محافظة ذي قار»، مبيناً في حديث لـ(المدى) أن « حج بابا الفاتيكان الى بيت النبي إبراهيم سيكون منطلقاً لتفويج المزيد من الحجيج المسيحيين للبيت المذكور الذي يُعد مهد الديانات التوحيدية ويُشكل مع مدينة أور مركزاً للحضارة الإنسانية».

وأضاف كوين «نتوقع انتعاشاً كبيراً في الحركة السياحية»، وأردف «وهذا يتطلب المزيد من الاهتمام بالمواقع الأثرية وتوفير الخدمات السياحية في محيط مدينة أور الأثرية لتكون جاهزة لاستقبال السياح والحجيج الراغبين بالحج وزيارة مقام النبي إبراهيم».

وأشار مفتش آثار ذي قار الى أن «تشجيع السياحة في محافظة ذي قار يتطلب جهداً استثنائياً من الحكومتين المحلين والمركزية كون المواقع الأثرية في المحافظة والتي تبلغ نحو 1200 موقع ليست جميعها مهيأة للسياحة وما هو جاهز منها لا يتعدى موقع واحد أو موقعين من بينها مدينة أور الأثرية»، مؤكداً أن «السياحة الآثارية والدينية مورد اقتصادي مهم يمكن أن يرفد الاقتصاد الوطني بالمال اللازم لمعالجة الأزمة المالية الراهنة التي تمر بها البلاد».

وعن أهمية وجود بيت النبي إبراهيم في تشجيع السياحة الدينية قال كوين إن «النبي إبراهيم هو نبي الأمة ووجوده في مدينة أور الأثرية يُشكل حافزاً دينياً يشجع الكثيرين على القدوم لهذه المدينة التاريخية ولاسيما في مواسم (الحج المسيحي) الذي يجري كل عام في مدينة أور الأثرية»، منوهاً الى أن «مدينة أور الأثرية سبق وأن استقبلت وفوداً من الحجيج المسيحيين ووفود سياحية أخرى من مختلف دول العالم».

وأشار مفتش آثار ذي قار الى أن «مرحلة ما بعد زيارة البابا ستشهد توافد المزيد من السائحين».

وعن دور وزارة الثقافة والآثار في تأهيل المواقع الأثرية قال كوين إن «وزارة الثقافة تعمل حالياً على تأهيل مدينة أور الأثرية عبر منظمة (جسر إلى) الإيطالية التي باشرت مؤخراً بتنفيذ مشروع لتأهيل البنى التحتية يشمل إنشاء دور استراحة خارج أسوار مدينة أور الأثرية ومتحف ومرآب للسيارات ودائرة مصغرة لتوجيه aالأولى إرساء الأسس والثانية إقامة الإنشاءات المطلوبة».

ورجح مفتش آثار ذي قار أن «تُنجز الأعمال المذكورة في غضون عام واحد».

وعن أبرز المواقع الأثرية والحقب التاريخية التي تعود لها قال كوين إن «تاريخ المواقع الأثرية في محافظة ذي قار يبدأ من حضارة العبيد وأريدو التي تعتبر أقدم مستوطنة زراعية في السهل الرسوبي ويعود تاريخها الى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وتُعد منطلق الحضارة الرافدينية»، وأضاف «وبعدها تأتي مواقع أثرية تعود الى السلالات المتعاقبة كسلالة أور نمو والحضارة السومرية وحقبة بناء الزقورة في عهد الملك شولكي وصولاً الى الحقب الإسلامية».

ووصل البابا فرنسيس الى مطار الناصرية الساعة الحادية عشرة، ظهر يوم السبت (6 اذار 2021) ، قادماً من النجف التي التقى فيها بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفور وصوله توجه الى مدينة أور الأثرية وأقام هناك ، صلاة مشتركة وقداساً دينياً ورعى لقاءً الأديان حضره عدد من أتباع الديانات الاسلامية والمسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين وغيرهم.

وعن أبرز مقومات السياحة وأثرها الاقتصادي تحدث للمدى مدير مكتب الاتحاد الدولي لإعلام الأقليات وحقوق الإنسان في ذي قار الدكتور علي زغير قائلاً إن «محافظة ذي قار تجمع ما بين السياحة الدينية والأثرية لما تمتلكه من مواقع أثرية ودينية»، لافتاً الى أن «وجود بيت النبي إبراهيم أبو الانبياء في مدينة الناصرية وقيام بابا الفاتيكان بالحج لهذا البيت سيحفز الكثير من الحجيج المسيحيين وغير المسيحيين على الحج لهذا البيت».

وتوقع زغير الذي شارك في تفويج مئات الحجاج المسيحيين الى بيت النبي إبراهيم في الأعوام المنصرمة أن «تصبح مدينة أور قبلة للسياح من مختلف دول العالم»، مشيراً الى أن «ذلك سيشجع المستثمرين على إقامة منشآت سياحية وترفيهية في محافظة ذي قار لتلبي حاجة السياح من الخدمات السياحية».

وأكد مدير مكتب الاتحاد الدولي لإعلام الأقليات إن «استقطاب المزيد من السياح عبر توفير الخدمات السياحية من شأنه أن ينعش اقتصاد محافظة ذي قار ويوفر المزيد من فرص العمل للعاطلين»، منوهاً الى أن «المحافظة المذكورة مازالت تفتقر للموارد الاقتصادية وتواجه ارتفاعاً في معدلات الفقر والبطالة وإن انعاش القطاع السياحي من شأنه أن يحرك قطاعات اقتصادية أخرى مرتبطة به».

وتوقع أن «تشهد قطاعات النقل والمطاعم والفندقة والتسوق انتعاشاً ملحوظاً خلال المرحلة القادمة ، ناهيك عن الصناعات الحرفية والفولكلورية والمشغولات اليدوية التي عادة ما يقتنيها السياح كتذكار من البلد الذي يزورونه»، مبيناً أن «انتعاش القطاع السياحي والاهتمام به من شأنه أن يدعم الاقتصاد الوطني بصورة عامة واقتصاد محافظة ذي قار بصورة خاصة ويوفر موارد إضافية ترفد موازنة البلاد وتحسن المستوى المعيشي للسكان المحليين».

كما توقع أن «تكون مدينة الناصرية مركزاً للديانات التوحيدية وكعبة للحجيج المسيحيين بعد أن حج بابا الفاتيكان في بيت النبي إبراهيم ورعى لقاء الأديان في مدينة أور الأثرية يوم السبت المنصرم».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية
محليات

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية

 السليمانية/ سوزان طاهر   الحديقة العامة أو كما يعرف باللغة الكردية "باخي كشتي" والتي تقف في بداية شارع سالم في السليمانية، هي نقطة التقاء، ومحطة استراحة للمواطنين، الذين يزورون أسواق المدينة، ويتواعدون مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram