TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الفشل علامة الرضا

العمود الثامن: الفشل علامة الرضا

نشر في: 12 مارس, 2021: 09:06 م

 علي حسين

ثمة متعة خاصة في قراءة كتب المفكر الفرنسي جاك أتالي، وخصوصاً كتابه عن كارل ماركس والذي أكد فيه على مقولة ماركس الشهيرة "ظلّت الفلسفة تفسّر العالم بطرق مختلفة. ولكن المهم تغييره".

قبل أن يطيح فايروس كورونا بالعالم كتب أتالي محذراً من المستقبل حيث أكد أن على الدول الكبرى أن تعترف بنقائض وأزمات الديمقراطية ، طكبعا الرجل لم يقصد الديمقراطية العراقية لانها تجاوزت مثيلاتها في العالم ، حين تصر اجهزة امنية مسؤليتها حماية امن الناس ، على الضحك على المكواطن بحكايات مزيفة ، وأضاف أتالي "إن الحضارة الغربية سوف تأخذ في الانحلال التدريجي، ولسوف تدمّر نفسها بنفسها، إذ لم تنتبه إلى المخاطر التي تحيط بالبشر".

في الأيام الأخيرة أعدت قراءة كتاب جاك أتالي " قصة موجزة عن المستقبل" والذي يروي لنا فيه حكايات السنين المقبلة، والمستقبل الذي ينتظر بلداناً مثل الصين والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية، ولم ينس أن يضع معها فيتنام. يقول أتالي: "هناك دول اختارت أن تحجز لها مكاناً في الصفوف الأولى من عربة المستقبل"... فيما نحن اخترنا أن نتحول إلى بلاد لـ"400 " حزب وحزب .

خاضت فيتنام حرباً شرسة ضد الأميركان راح ضحيتها عشرات الألوف، وماتزال صور المآسي تحتفظ بها هانوي في متاحف خاصة، فيما تعجّ العاصمة الفيتنامية اليوم بالسيّاح الأميركيين والاستثمارات الأجنبية، وعادت سايغون مدينة تفتح ذراعيها للجميع، لكنها لا تنسى أن تحتفل بذكرى أبطالها الذين صنعوا لها المستقبل.

وأرجوك أن لا تقارن بين ما قاله ذات يوم رجل نحيل اسمه هوشي منه من ان " الزعامة تحتاج الى عقل يفكر جيداً، وضمير يقظ " بعد ترك للاجيال بلداً يتقدم بقوة إلى عالم الرفاهية، وبين ما نهَبه اليوم رجال الزعامة في العراق، إذ دخل النهب للمال العام بأبشع أشكاله في العراق، وهو جريمة لا استثناء فيها لأحد من احزاب دينية الى تكتلات تكنوقراطية وجميع من جلسوا على كرسي المسؤولية أو تحت قبّة البرلمان. ولهذا لم يكن عجيباً ولا غريباً أن نعرف أنّ معظم الذين يرتزقون من السياسة في العراق هوايتهم الحصول على " مقاولات "، وفي ابسط الاحوال " رشاوى " في الوقت الذي لا يكفّون من الحديث عن مخافة الله وبناء الدولة ومحاربة السرّاق.

يخبرنا كاتب سيرة هوشي منه أن الزعيم الفيتنامي كان ينصح وزير دفاعه الجنرال جياب، بعد معركة ديان بيان فو، التي لقّن فيها جياب القوات الفرنسية أقسى دروس الهزيمة، عندما انتبه "العم هو" إلى أن قائده العسكري أخذ يكيل المديح للمقاتلين، فنبهه إلى أن "تحرير البلاد ليس منّة يتحملها الشعب، إنه واجب علينا أن نقدمه بلا خُطب، فالتاريخ لايصنعه شخص واحد."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram